فالله ليس كمثله شىء. ولم يكن له أحد كفء ويستحيل أن يكون أبا أو ابنا. وهو الصمد أى السيد الذى يقصده كل من فى السموات والأرض. ماذا يملك غيره؟ إن النظام العالمى السارى فى الملكوت لا يتحمل تعدد الآلهة. ومن السخف أن تحسب للشمس إلها، وللأرض إلها، أو أن للحيوان إلها وللنبات إلها، أو أن لإفريقية إلها ولأوروبا إلها. إن النظام الكونى واحد تضبطه إرادة واحدة وتصوغه قدرة واحدة. والذى يشرف على إفرازات الهضم فى أمعاء الأحياء هو الذى يشرف على مسارات الأفلاك فى أقاصى الآفاق. وفالق الحب والنوى فى الحقول والحدائق هو فالق الإصباح فى عالمنا، وفالق الشروق والغروب فى المجرات التى لا نراها! إننا بعد إعمال الفكر وإدمان النظر، لا نملك إلا نقول :"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد. وهو على كل شىء قدير". أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٥٤٩ ـ ٥٥٠﴾