تقدم معنى أعوذ في التعوذ ومعنى رب اللغات والفاتحة، وفي الفلق ثلاثة أقوال : أنه الصبح ومنه فالق الإصباح قال الزمخشري : هو فعل بمعنى مفعول، الثاني : أنه كل ما يفلقه الله كفلق الأرض عن النبات والجبال عن العيون، والسحاب عن المطر والأرحام عن الأولاد والحب والنوى وغير ذلك، الثالث : أنه جُبٌ في جهنم. وقد رُوي هذا عن رسول الله ﷺ ﴿ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ﴾ هذا عموم في جميع المخلوقات وشرهم أنواع كثيرة، أعاذنا الله منها. وما هنا موصلة أو موصوفة أو مصدرية ﴿ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴾ فيه سبعة أقوال، الأول : أنه الليل إذا أظلم ومنه قوله تعالى :﴿ إلى غَسَقِ اليل ﴾ [ الإسراء : ٧٨ ] وهذا قول الأكثرين، وذلك ظلمة الليل ينتشر عندها أهل الشر من الأنس والجن، ولذلك قال في المثل : الليل أخفى للويل. الثاني : أنه القمر. خرَّج النسائي " أن رسول الله ﷺ رأى القمر فقال : يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا، فإنه الغاسق إذا وقب " ووقوبه هذا كسوفه، لأن وقب في كلام العرب يكون بمعنى الظلمة والسواد وبمعنى الدخول فالمعنى إذا دخل في الكسوف أو إذا أظلم به. الثالث : أنه الشمس إذا غربت والوقوب على هذا المعنى الظلمة أو الدخول. الرابع : أن الغاسق النهار إذا دخل في الليل، وهذا قريب من الذي قبله، الخامس : أن الغاسق سقوط الثريا وكانت الأسقام والطاعون تهيج عنده، وروي ن رسول الله ﷺ قال : النجم هو الغاسق فيحتمل أن يريد الثريا السادس : قال الزمخشري : يجوز أن يراد بالغاسق الأسود من الحيات ووقبه ضربه السابع : أنه إبليس حكى ذلك السهيلي ﴿ وَمِن شَرِّ النفاثات فِي العقد ﴾ النفث شبه النفخ دون تفل وريق قاله ابن عطية، وقال الزمخشري : هو النفخ مع ريق وهذا النفث ضرب من السحر وهو : أن ينفث علىعقد تعقد في خيط أو نحوه على اسم مسحور فيضره ذلك، وحكى ابن عطية


الصفحة التالية
Icon