فصل فى التفسير الموضوعى للسورة كاملة


قال الشيخ محمد الغزالى :
سورة الفلق
أعوذ بالله أى أحتمى به وأتحصن. والله عز وجل يجيب من سأله ويعيذ من استعاذ به. وقد نزلت السورتان الأخيرتان من المصحف الشريف تعلمنا كيف نتحصن بالله من شرور كثيرة، فإن الحياة حافلة بما يسوء. قال تعالى " ونبلوكم بالشر والخير فتنة "، " وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون". وسورتا " قل أعوذ برب الفلق". و " قل أعوذ برب الناس ". حصانات قوية لمن أراد اللياذ بالله والظفر بحمايته.. والفلق الصبح أو الضوء الذى يشق الظلام. ومصادر الشر كثيرة من جراثيم وزواحف وسباع وبشر! "والغاسق إذا وقب " الليل إذا دخل واشتدت ظلمته. ولا يزال الليل مسرحا للصوص والعهار ومغتالى الحقوق والحريات. "والنفاثات فى العقد" قيل النساء السواحر! وللسحر حقيقة عند بعض العلماء، ولشياطين الإنس والجن شغل به، والاستعاذة تبطله. ويرى ابن حزم وعلماء الظاهر أن السحر لا حقيقة له، وإنما هو خداع وتخييل. وللعامة أوهام كثيرة فى هذا الميدان ينبغى الحذر منها. ومما يستعاذ بالله منه الحسد، وهو رذيلة تقوم على تمنى زوال النعم، وكره أصحابها والكيد لهم. والحسد من أشيع الجرائم بين الناس. حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالكل أعداء له وخصوم! وقد يطلق الحسد على العين! وهى نظرة مسمومة نحو مايكون من خير، ينسج الناس حولها حقائق وأباطيل. والاستعاذة على كل حال تعصم من الواقع والمتوقع، وتقى المؤمن شرور ا لآخرين. أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٥٥١﴾


الصفحة التالية
Icon