هو؟ قال : في جف طلعة ذكر تحت راغوفة في بئر ذروان - بئر في بني زريق، والجف : قشر الطلع، والراغوفة : حجر في أسفل البئر يقوم عليه المائح، فانتبه النبي ـ ﷺ ـ وقال لعائشة ـ رضى الله عنه ـ ا :" يا عائشة! أما شعرت أن الله أخبرني بدائي! ثم بعث علياً والزبير وعمار بن ياسر ـ رضى الله عنه ـ م فنزحوا البئر كأنه نقاعة الحناء، ثم نزعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان مشطه، وإذا وتر معقد فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر " فأنزل الله سبحانه وتعالى سورتي المعوذتين، وهما إحدى عشرة آية : الفلق خمس والناس ست، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة، ووجد رسول الله ـ ﷺ ـ خفة حتى انحلت العقدة الأخيرة فقام كأنما نشط من عقال، وجعل جبرائيل عليه الصلاة والسلام يقول :" بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين والله يشفيك " فقالوا : يا رسول الله! أفلا نأخذه فنقتله؟ فقال :" أما أنا فقد شفاني الله، وأكره أن أثير على الناس شراً " وفي رواية أنه ـ ﷺ ـ أتى البئر بنفسه ثم رجع إلى عائشة ـ رضى الله عنه ـ ا فقال :" والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، لكأن نخلها رؤوس الشياطين، فقلت له : يا رسول الله! " أهلا أخرجته؟ فقال :" أما أنا فقد شفاني الله، وكرهت أن أثير على الناس شراً " ويجمع بأنه أتاها ـ ﷺ ـ بنفسه الشريفة فلم يخرجه ثم إنه وجد بعض الألم فأرسل إليه، فأخرجه فزال الألم كله، وروى البخاري ومسلم عن عائشة ـ رضى الله عنه ـ ا قالت : سحر النبي ـ ﷺ ـ حتى أنه ليخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه، ثم قال :" أشعرت يا عائشة أن الله تعالى قد أفتاني فيما استفتيته فيه "، قلت : وما ذاك يا رسول الله، قال :" أتاني ملكان "


الصفحة التالية
Icon