فصل


قال الفخر :
﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) ﴾
فيه مسائل :
المسألة الأولى :
في قوله :﴿قُلْ﴾ فوائد أحدها : أنه سبحانه لما أمر بقراءة سورة الإخلاص تنزيهاً له عما لا يليق به في ذاته وصفاته، وكان ذلك من أعظم الطاعات، فكأن العبد قال : إلهنا هذه الطاعة عظيمة جداً لا أثق بنفسي في الوفاء بها، فأجاب بأن قال :﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الفلق﴾ أي استعذ بالله، والتجيء إليه حتى يوفقك لهذه الطاعة على أكمل الوجوه وثانيها : أن الكفار لما سألوا الرسول عن نسب الله وصفته، فكأن الرسول عليه السلام قال : كيف أنجو من هؤلاء الجهال الذين تجاسروا وقالوا : فيك مالا يليق بك، فقال الله :﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الفلق﴾ أي استعذ بي حتى أصونك عن شرهم وثالثها : كأنه تعالى يقول : من التجأ إلى بيتي شرفته وجعلته آمناً فقلت :﴿ومن دخله كان آمناً﴾ [ آل عمران : ٩٧ ] فالتجىء أنت أيضاً إلي حتى أجعلك آمناً : فقل أعوذ برب الفلق.
المسألة الثانية :


الصفحة التالية
Icon