وروي في خبر آخر أن لبيد بن أعصم اتخذ لعبة للنبي ﷺ وأخذ من عائشة رضي الله عنها فأفحل رسول الله ﷺ فجعل في اللعبة أحد عشرة عقدة ثم ألقاها في بئر، وألقى فوقها صخرة فاشتكى من ذلك رسول الله ﷺ شكواً شديداً فصارت أعضاؤه مثل العقد فبينما رسول الله ﷺ بين النائم واليقظان إذ أتاه ملكان أحدهما جلس عند رأسه والآخر عند قدميه فالذي عند قدميه يقول للذي عند رأسه ما شكواه قال السحر قال : من فعل به؟ قال لبيد بن أعصم اليهودي قال فأين صنع السحر قال في بئر كذا قال : ماذا رأوه يبعث إلى تلك البئر فنزح ماؤها فإنه انتهى إلى الصخرة فإذا رأها فليقلعها فإن تحتها كؤبة وهي كؤبة قد سقطت عنقها وفيه إحدى عشرة عقدة فيحرق في النار فيبرأ إن شاء الله تعالى فاستيقظ النبي ﷺ وقد فهم ما قالا فبعث عمار بن ياسر وعلياً رضي الله عنهما إلى تلك البئر في رهط من أصحابه فوجدوها كما وصف النبي ﷺ لهم فنزلت هاتان السورتان وهي إحدى عشرة آية فكلما قرأ آية حل منها عقدة حتى انحلت كلها ثم أحرقها بالنار فبرأ رسول الله ﷺ وروي في بعض الأخبار عن النبي ﷺ أنه قال :﴿ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ﴾ و ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الفلق ﴾ و ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الناس ﴾ ما سأل منها سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلها قط وهذه الآية دليل أن الرقية جائزة إن كانت بذكر الله تعالى وبكتابه والله أعلم بالصواب. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٣ صـ ٦١٠ ـ ٦١١﴾


الصفحة التالية
Icon