ولقد أحسن من قال :
قل للحسود إذا تَنَفَّس طَعْنةً...
يا ظالماً وكأنهُ مَظْلُومُ
التاسعة : هذه سورة دالة على أن الله سبحانه خالق كل شر، وأمر نبيه ﷺ أن يتعوّذ من جميع الشرور.
فقال :﴿ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ﴾.
وجعل خاتمة ذلك الحسد، تنبيهاً على عِظمه، وكثرة ضرره، والحاسد عدوّ نعمة الله.
قال بعض الحكماء : بارزَ الحاسد ربه من خمسة أوجه : أحدها : أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره.
وثانيها : أنه ساخط لقسمة ربه، كأنه يقول : لم قسمت هذه القسمة؟ وثالثها : أنه ضادَّ فعل الله، أي إن فضل الله يؤتِيه من يشاء، وهو يبخَل بفضل الله.
ورابعها : أنه خذل أولياء الله، أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم.
وخامسها : أنه أعان عدوّه إبليس.
وقيل : الحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامة، ولا ينال عند الملائكة إلا لَعنة وبغضاء، ولا ينال في الخلوة إلا جَزَعاً وغماً، ولا ينال في الآخرة إلا حُزْناً واحتراقاً، ولا ينال من الله إلا بعداً ومقتاً.
ورُوي :
أن النبيّ ﷺ قال :" ثلاثة لا يُستجاب دعاؤهم : آكل الحرام، ومُكثِر الغِيبة، ومن كان في قلبه غِلُّ أو حسد للمسلمين " والله سبحانه وتعالى أعلم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٢٠ صـ ﴾