الله عليه وسلم هو من تمام تعداد النعم عليه فأخر إلى انتهائه فقد روى ابن أبي حاتم بإسناد جيد عن أبي عباس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم سألت ربي مسألة وودت أني لم أكن سألته قلت قد كانت قبلى أنبياء منهم من سخرت له الريح ومنهم من يحيي الموتى قال يا محمد : ألم أجدك يتيماً فآويتك؟ قلت بلى يارب. قال ألم أجدك ضالاً فهديتك؟ قلت بلى يارب. قال ألم أجدك عائلاً فأغنيتك؟ قلت بلى يارب. قال : ألم أشرح لك صدرك، ألم أرفع لك ذكرك؟ قلت بلى يارب. فكان التكبير عند نهاية ذكر النعم أنسب ويحتمل أن يكون في هذه السورة من الخصيصة التي لا يشاركه فيها غيره وهو رفع ذكره صلّى الله عليه وسلم حيث يقول (ورفعنا لك ذكرك) قال مجاهد (لا أذكر إلا ذكرت معي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله) وقال قتادة رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادى به أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وروى ابن جرير عن أبي سعيد رفعه قال أتاني جبريل فقال إن ربك يقول كيف رفعت ذكرك؟ قال الله أعلم قال إذا ذكرت ذكرت معي أخرجه ابن حيان في صحيحه من طرق دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد. ورواه أبو يعلى الموصلي أيضاً من طريق ابن لهيعة. وروى الحافظ ابن نعيم في دلائل النبوة بإسناد عن أنس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم (لما فرغت بما أمرني الله به من أمر السموات والأرض قلت يارب إنه لم يكن نبي قبلي إلا وتذكر حجته : جعلت إبراهيم خليلاً وموسى كليماً وسخرت لداود الجبال ولسليمان الريح والشياطين وأحييت لعيسى الموتى فما جعلت لي؟ قال أوليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كله. أن لا أذكر إلا ذكرت معي وجعلت صدور أمتك أناجيلهم يقرأون القرآن ظاهراً ولم أعطها أمة وأعطيتك كنزاً من كنوز عرشي هو لا حول ولا قوة إلا بالله) وهذا هو أنسب مما تقدم والله أعلم.
الفصل الثاني في ذكر من ورد عنه وأين ورد وصيغته