الباقية محتملة على التقديرين.
فأما الوجهان اللذان على تقدير كونه لآخر السورة (فالأول منها) وصل التكبير بآخر السورة والقطع عليه ووصل البسملة بأول السورة وهو (فحدث) الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نشرح) وهذا الوجه هو الذي اختاره أبو الحسن طاهر بن غلبون وقال وهو الأشهر الجيد وبه قرأت وبه آخذ ونص عليه الداني في التيسير ولم يذكر في مفرداته سواه وهو أحد اختياراته نص على ذلك في جامع البيان ونص عليه التجريد أيضاً وهو أحد الوجهين المنصوص عليهما في الكافي ونص عليه أيضاً أبو الحسن السخاوي وأبو شامة وسائر الشراح وهو ظاهر كلام الشاطبي.
(والثاني) وصل التكبير بآخر السورة والقطع عليه والقطع على البسلمة وهو (فحدث) الله أكبر بسم الله الرحمن الرحيم (ألم نشرح) نص عليه أبو معشر في تخيصه ونقله عن الخزاعي عن البزي ونص عليه أيضاً على أبو عبد الله الفاسي وأبو إسحاق الجعبري في شرحيهما وابن مؤمن في كنزه وهذان الوجهان جاريان على قواعد من ألحق الكبير بآخر السورة وإن لم يذكرهما نصاً إلا أن ظاهر كلام مكي في تبصرته منعهما معاً فإنه قال ولا يجوز الوقف على التكبير دون أن يصله بالبسملة ثم بأول السورة المؤتنفة فيظهر من هذا اللفظ منع هذين الوجهين وهو مخالف لما اقتضاه كلامه حيث قال أو لا يكبر من خاتمة والضحى إلى آخر القرآن مع خاتمة كل سورة وكذلك إذ قرأ (قل أعوذ برب الناس) فإنه يكبر ويبسمل فإن ظاهره أن التكبير لآخر السورة ولا سيما وقد أثبته في آخر (الناس) وهذا مشكل من كلامه فإنه لو كان قائلاً بأن التكبير لأول السورة لكان منعه لهما ظاهراً والله أعلم.