(السادس) لا تجوز الحمدلة مع التكبير إلا أن يكون التهليل معه، كذا وردت الرواية ويمكن أن يشهد لذلك ما قاله ابن جرير : كان جماعة من أهل العلم يأمرون من قال (لا إله إلا الله) يتبعها (بالحمد لله) عملاً بقوله :(فأدعوه مخلصين له الدين) الآية ثم روى عن ابن عباس : من قال (لا إله إلا الله) فليقل على أثرها "الحمد لله رب العالمين" وذلك قوله (فأدعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين).
(السابع) قال الحافظ أبو عمرو في الجامع وإذا وصل القارئ أواخر السورة بالتكبير وحده كسر ما كان آخرهن ساكناً كان أو متحركاً قد لحقه التنوين في حال نصبه أو خفضه أو رفعه لسكون ذلك وسكون اللام من اسم الله تعالى فالساكن نحو قوله (فحدث) الله أكبر، و(فارغب) الله أكبر وما أشبهه ؛ والمتحرك المنون نحو قوله تعالى (تواباً) الله أكبر، و(لخبير) لله أكبر، و(من مسد) الله أبر، وما أشبه وإن تحرك آخر السورة بالفتح أو الخفض أو الرفع ولم يلحق هذه الحركات الثلاث تنوين فتح المفتوح من ذلك وكسر المكسور وضم المضموم لا غير فالمفتوح نحو قوله (الحاكمين) الله أكبر، (وإذا حسد) الله أكبر وما أشبهه والمكسور نحو قوله (عن النعيم) الله أكبر، و(من الجنة والناس) الله أكبر وما أشبهه والمضموم نحو قوله :(هو الأبتر) الله أكبر وما أشبهه وإن كان آخر السورة هاء ضمير موصولة بواو في اللفظ تحذف صلتها للساكنين سكونها وألف الوصل التي في أول اسم الله تعالى ساقطة في جميع ذلك في حال الدرج استغناءً عنها بما اتصل من أواخر السور بالساكن الذي تجتلب لأجله واللام مع الكسرة مرققة ومع الفتحة والضمة مفخمة انتهى. وهو مما لا أعلم فيه خلافاً بين أهل الأداء الذاهبين إلى وصل التكبير بآخر السورة ولم يختر أحد منهم في شيء من أواخر السور ما اختار في الأربع الزهر عند (ويل) ولالا عند (الأبتر) الله أكبر ولا عند (حسد) الله أكبر ولا في نحو ذلك إنما نبهت على هذا لأني رأيت بعض من لا