باب التكبير


وقال العلامة الدمياطى :
الأكثرون على ذكره هنا وهو الأنسب كما ذكره صاحب النشر لتعلقه بالختم والدعاء وغير ذلك وذكره بعضهم كالهذلي وصاحب الأصل مع البسملة وبعضهم عند سورة الضحى كابن شريح وسبب التكبير ما رواه الحافظ أبو العلاء بإسناده عن البزي أن رسول الله انقطع عنه الوحي فقال المشركون قلى محمدا ربه فنزلت سورة والضحى فقال النبي الله أكبر تصديقا لما كان ينتظر من الوحي وتكذيبا للكفار وأمر أن يكبر إذا بلغ الضحى مع خاتمة كل سورة حتى يختم تعظيما لله تعالى واستصحابا للشكر وتعظيما لختم القرآن وهو أعنى التكبير سنة ثابتة لما ذكر ولقول البزي أيضا عن الشافعي رضي الله عنه قال لي إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن رسول الله وقال الإمام أبو الطيب هو سنة مأثورة عن رسول الله وعن الصحابة والتابعين وهذا عام خارج الصلاة وداخلها كما يأتي النص عليه إن شاء الله تعالى وأعلم أن التكبير صح عن أهل مكة قرأئهم وعلمائهم وأئمتهم ومن روى عنهم صحة استفاضت وذاعت وانتشرت حتى بلغت حد التواتر قاله الحافظ الشمس ابن الجزري رحمه الله تعالى قال أبو الطيب ابن غلبون والتكبير سنة بمكة لا يتركونها ولا يعتبرون رواية البزي وغيره وقال الأهوازي والتكبير عند أهل مكة سنة مأثورة يستعملونه في قراءتهم والدرس والصلاة وقد رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي بن كعب مرفوعا وقال حديث صحيح الإسناد قال الحافظ ابن الجزري قلت لم يرفع أحد حديث التكبير سوى البزي وسائر الناس ورووه موقوفا عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما وروينا عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال إن تركت التكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك وهذا يقتضي تصحيحه كما قاله شيخنا الحافظ ابن كثير وانتهى


الصفحة التالية
Icon