قال صاحب الغيث نقلا عن صاحب النشر : اعلم أن التكبير صح عند أهل مكة قرائهم وعلمائهم وأئمتهم ومن روي عنهم صحة استفاضت واشتهرت وذاعت وانتشرت حتى بلغت حد التواتر، ا هـ. قال صاحب الغيث : وصح أيضا عند غيرهم إلا أن اشتهاره عنهم أكثر لمداومتهم على العمل عليه بخلاف غيرهم من أئمة الأمصار، ثم قال وأجمع أهل الأداء على الأخذ به للبزي. واختلفوا في الأخذ به لقنبل فالجمهور من المغاربة على تركه له كسائر القراء وهو الذي في التيسير وغيره وأخذ له جمهور العراقيين وبعض المغاربة بالتكبير وأخذ له بعضهم بالوجهين التكبير وتركه والوجهان في الشاطبية. وروي التكبير أيضا عن غير البزي وقنبل من القراء ولكن المأخوذ به من طريق التيسير والشاطبية اختصاصه بالبزي وقنبل بخلاف عنه، ا هـ. باختصار وبعض تصرف. المبحث الرابع في صيغته
ذهب الجمهور إلى أن صيغته :" الله أكبر " من غير زيادة تهليل قبله ولا تحميد بعده، وذلك لكل من البزي وقنبل، على القول بثبوت التكبير له وروى بعض العلماء عنهما زيادة التهليل قبل التكبير فتقول :" لا إله إلا الله والله أكبر " وزاد بعضهم لهما التحميد بعد التكبير فتقول :" لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد " إلا أن التهليل قبله والتحميد بعده لم يثبتا عن البزي وقنبل من طريق التيسير والشاطبية بل ثبتا عنهما من طرق أخرى. ولكن جرى عمل الشيوخ قديما وحديثا على الأخذ بكل ما صح في التكبير وإن لم يكن من طريق الكتاب المقروء به، لأن المقام مقام إسهاب وإطناب للتلذذ بذكر الله عند ختم كتابه. وينبغي أن تعلم أن التحميد لقنبل ليس من طريق التيسير والشاطبية ولا من طريق النشر أيضا، فالأولى الاقتصار له إذا قرئ له بالتكبير على التكبير وحده أو عليه مع التهليل، وأن تعلم أيضا أنه لا تحميد لأحد بين الليل والضحى، والله تعالى أعلم. المبحث الخامس في موضع ابتدائه وانتهائه