وقد أشار إلى هذه الأوجه الثمانية العلامة الخليجي في تيسير الأمر بقوله :
*وبين كل غير ذين قف وصل * مكبِّراً أوْ لا قطعت أو تصل*
*مع قطع أول وصلْ كلاًّ إذا * كبرتَ أو لا فثمان تحتذا اهـ*
أما ما بين آخر الأنفال وأول سورة براءة فلا تكبير لأحد لعدم وجود البسملة في أول براءة كما مر إذ من شرط التكبير وجود البسملة. وعليه فالجائز في هذا المحل لكل القراء العشرة ثلاثة أوجه وهي الوقف والسكت بلا تنفس والوصل من غير بسملة في كلها. وقد تقدم الكلام مستوفى عليها في باب البسملة فراجعه إن شئت والله الموفق.
الكلام على الموطن الثالث من مواطن التكبير وبيان الأوجه التي فيه
وهذا الموطن هو الخاص بالجمع بين السورتين من آخر سورة الضحى وما بعدها إلى آخر سورة الناس. وهنا يجوز لحفص سبعة أوجه على القول بالتكبير أي بزيادة وجهين على الخمسة التي تقدمت في الجمع بين السورتين في الموطن الثاني.
وأما على القول بترك التكبير فيجوز له ثلاثة أوجه فقط وهي أوجه البسملة الثلاثة التي تقدمت غير مرة. وحينئذ يكمل لحفص على كلا القولين التكبير وعدمه. عشرة أوجه بين آخر الضحى وأول ألم نشرح وهكذا إلى ما بين آخر الناس وأول الفاتحة وفيما يلي ذكر هذه الأوجه العشرة مع تقديم وجه عدم الكتبير حسب ما ذهب إليه الجمهور ووفقاً لترتيب الأداء الذي قرأنا به وبه نأخذ قراءة وإقراء. والأوجه هي :
الأول : قطع الجميع - أي الوقف على آخر الضحى وعلى البسملة والابتداء بألم نشرح.
الثاني : قطع الأول ووصل الثاني بالثالث - أي الوقف على آخر الضحى ووصل البسملة بألم نشرح وهذان الوجهان بدون تكبير.
الثالث : قطع الجميع أيضاً لكن مع التكبير وكيفيته. الوقف على آخر الضحى وعلى التكبير وعلى البسملة والابتداء بألم نشرح.
الرابع : مثل الثالث إلا أنه يوصل البسملة بألم نشرح.
الخامس : الوقف على آخر الضحى ووصل التكبير بالبسملة مع الوقف عليها ثم الابتداء بألم نشرح.


الصفحة التالية
Icon