السادس : أن يكون آخر السورة ياء الإضافة وذلك في قوله تعالى :﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠)﴾ الله أكبر، وفي هذا القسم تفتح ياء الإضافة لالقتاء الساكنين كما هو الأصل في نحو "بي ونبأني" في قوله تعالى :﴿فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَآءَ﴾ وفي قوله سبحانه :﴿قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (٣)﴾ نص على ذلك الإمام مصطفى الإزميري في كتابه "عمدة العرفان" وعبارته قوله تعالى :﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠)﴾ إلى قوله :﴿وَمَا وَلَدَ (٣)﴾ إذا وصلت التكبير بآخر السورة مع وصل الكل فتحت الياء في قوله :"جنتي" لالتقاء الساكنين ثم قال رحمه الله تعالى في كتابه :"بدائع البرهان : شرح عمدة العرفان" بهذا الخصوص أيضاً ما نصه قوله تعالى :﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠)﴾ إلى قوله :﴿وَمَا وَلَدَ (٣)﴾ إذا وصلت آخر السورة بالتكبير مع وصل الكل فتحت الياء في قوله :﴿جَنَّتِي (٣٠)﴾ لالتقاء الساكنين كما فتحت في قوله تعالى :﴿حَسْبِيَ اللَّهُ﴾ و ﴿بَلَغَنِي الْكِبَرُ﴾ و ﴿نِعْمَتِيَ الَّتِي﴾ وبعض الناس يقرئ بإسكان الياء وحذفها لالتقاء الساكنين وهو خطأ لأنه لم يرد في القرآن أن القراء العشرة اتفقوا على إسكان ياء الإضافة إذا لقيت لام التعريف بل اتفقوا على فتحها في أكثر المواضع واختلف في بعضها فالأكثرون على الفتح كما في النشر والطيبة والتقريب فإن قيل إن يعقوب يثبت ياء ﴿وَلِىَ دِينِ (٦)﴾ في آخر سورة الكافرون في الحالين فإذا وصلها بالتكبير يحذفا فلم يفتحها هنا قلنا الياء في هذه السورة مرسومة في الخط فتكون من باب ياءات الإضافة فمذهب القراء العشرة الفتح في ياءات الإضافة إذا لقيت لام التعريف سوى أربعة عشر موضعاً فاختلف فيها الأكثرون على الفتح وفي سورة الكافرون محذوفة رسماً فتكون من باب الزوائد فلذلك يحذفها إذا وصلها بالتكبير كما هو مذهبه في نظائرها نحو ﴿وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ﴾ و ﴿يُرِدْنِ الرَّحْمَانُ﴾ فاعلم ذلك أهـ منه بلفظه.