فصل
قال الفخر :
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الناس * مَلِكِ الناس * إله الناس﴾
فيه مسائل :
المسألة الأولى :
قرىء :﴿قُلْ أَعُوذُ﴾ بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى اللام ونظيره :﴿فَخُذْ أَرْبَعَةً مّنَ الطير﴾ [ البقرة : ٢٦٠ ] وأيضاً أجمع القراء على ترك الإمالة في الناس، وروي عن الكسائي الإمالة في الناس إذا كان في موضع الخفض.
المسألة الثانية :
أنه تعالى رب جميع المحدثات، ولكنه ههنا ذكر أنه رب الناس على التخصيص وذلك لوجوه أحدها : أن الاستعاذة وقعت من شر الموسوس في صدور الناس فكأنه قيل : أعوذ من شر الموسوس إلى الناس بربهم الذي يملك عليهم أمورهم وهو إلهم ومعبودهم كما يستغيث بعض الموالي إذا اعتراهم خطب بسيدهم ومخدومهم ووالي أمرهم وثانيها : أن أشرف المخلوقات في العالم هم الناس وثالثها : أن المأمور بالاستعاذة هو الإنسان، فإذا قرأ الإنسان هذه صار كأنه يقول : يا رب يا ملكي يا إلهي.
المسألة الثالثة :