إذن قول الله :" ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون" قوة لنظام الإسلام، لا لتؤمن به وإنما تضطر أن تلجأ إليه، وكانوا في إيطاليا ـ على سبيل المثال ـ يعيبون على الإسلام الطلاق ويعتبرونه انتقاما لحقوق المرأة، ولكن ظروف الحياة والمشكلات الأسرية اضطرتهم لإباحة الطلاق، فهل قننوه لأن الإسلام قال به ؟ لا، ولكن لأنهم وجدوا أن حل مشكلاتهم لا يأتي إلا منه. وفي أمريكا عندما شنوا حملة شعواء على تناول الخمور، هل حاربوها لأن الإسلام حرمها ؟ لا، ولكن لأن واقع الحياة الصحية طلب منهم ذلك. إذن " ولو كره الكافرون"، " ولو كره المشركون" : معناهما أنهم سيلجأون إلى نظام الإسلام ليحل قضاياهم. فإن لم يأخذوه كدين فسوف يأخذونه نظاما. " فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم" أي إياكم أن تظنوا أنكم بزللكم أخذتم حظوظ أنفسكم من الله، فإن مرجعكم إلى الله وهو عزيز وعزته سبحانه هي أنه يغلب ولا يُغلب، فهو يدبر أمورنا برحمة وحكمة. أ هـ ﴿تفسير الشعراوى صـ ٨٧٧ ـ ٨٨٩﴾


الصفحة التالية
Icon