والمأمور بالسؤال هو الرسول ؛ لأنه الذي يترقب أن يجيبه بنو إسرائيل عن سؤاله ؛ إذ لا يعبأون بسؤال غيره ؛ لأن المراد بالسؤال سؤال التقرير للتقريع، ولفظ السؤال يجيء لما تجيء له أدوات الاستفهام. والمقصود من التقرير إظهار إقرارهم لمخالفتهم لمقتضى الآيات فيجيء من هذا التقرير التقريعُ فليس المقصود تصريحهم بالإقرار ؛ بل مجرد كونهم لا يسعهم الإنكار.
والمراد بـ ( بني إسرائيل ) الحاضرون من اليهود. والضمير في ﴿آتيناهم﴾ لهم، والمقصود إيتاء سلفهم ؛ لأن الخصال الثابتة لأسلاف القبائل والأمم، يصح إثباتها للخلف لترتب الآثار للجميع كما هو شائع في مصطلح الأمم الماضية من العرب وغيرهم. ويجوز أن يكون معنى إيتائهم الآيات أنهم لما تناقلوا آياتِ رسلهم في كتبهم وأيقنوا بها فكأنهم أوتوها مباشرة. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢ صـ ٢٨٩﴾
سؤال : لم خص الإيتاء بأهل الكتاب مع عمومه للكل ؟
الجواب : تخصيص إيتاء المعجزات بأهل الكتاب مع عمومه للكل لأنهم أعلم من غيرهم بالمعجزات وكيفية دلالتها على الصدق لعلمهم بمعجزات الأنبياء السابقة. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢ صـ ٩٩﴾
قوله تعالى :﴿مِّنْ آيَةٍ بَيّنَةٍ ﴾
قال الفخر :
قوله :﴿مِّنْ آيَةٍ بَيّنَةٍ﴾ فيه قولان أحدها : المراد به معجزات موسى عليه السلام، نحو فلق البحر، وتظليل الغمام، وإنزال المن والسلوى، ونتق الجبل، وتكليم الله تعالى لموسى عليه السلام من السحاب، وإنزال التوراة عليهم، وتبيين الهدى من الكفر لهم، فكل ذلك آيات بينات.
والقول الثاني : أن المعنى ؛ كم آتيناهم من حجة بينة لمحمد عليه الصلاة والسلام، يعلم بها صدقه وصحة شريعته. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٦ صـ ٤﴾


الصفحة التالية
Icon