والقول بأن هذه الجملة مقول الرسول ﴿متى نَصْرُ الله﴾ تعالى مقول من معه على طريق اللف والنشر الغير المرتب ليس بشيء، أما لفظاً فلأنه لا يحسن تعاطف القائلين دون المقولين، وأما معنى فلأنه لا يحسن ذكر قول الرسول ﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ﴾ في الغاية التي قصد بها بيان تناهي الأمر في الشدة، والقول بأن ترك العطف للتنبيه على أن كلا مقول لواحد منهما، واحتراز عن توهم كون المجموع مقول واحد وتنبيه على أن الرسول قال لهم في جوابهم وبأن منصب الرسالة يستدعي تنزيه الرسول عن التزلزل لا ينبغي أن يلتفت إليه لأنه إذا ترك العطف لا يكون معطوفاً على القول الأول فكيف التنبيه على كون كل مقولاً لواحد منهما، ولا نأمن وراء منع كون منصب الرسالة يستدعي ذلك التنزيه وليس التزلزل والانزعاج أعظم من الخوف، وقد عرى الرسل صلوات الله تعالى وسلامه عليهم كما يصرح به كثير من الآيات. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢ صـ ١٠٤﴾
قوله تعالى :﴿أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾
قال البقاعى :


الصفحة التالية
Icon