قالوا : وأما الذي يقوله المجبرة من أنه تعالى زين ذلك فباطل. لأن المزين للشيء هو المخبر عن حسنه، وإذا كان المزين هو الله تعالى فلا بد أن يكون صادقاً في ذلك الإخبار، فيكون فاعله المستحسن له مصيباً. وإن كان كافراً وإصابة الكافر كفر فهذا القول كفر، وزيف بأن مزين الكفر لجميع الكفار لا بد أن يكون خارجاً منهم. وقولهم :" المزين للشيء هو المخبر عن حسنه " مردود، وإنما المزين من يجعل الشيء موصوفاً بالأوصاف الحسنة. سلمنا ذلك لكن لم لا يجوز أن الله تعالى يكون مخبراً عن حسنه من حيث إنه أخبر عما فيها من اللذات والراحات؟ وهذا إخبار عما ليس بكذب والتصديق به ليس بكفر. وقال أبو مسلم : الكفار زينوا لأنفسهم والعرب تقول :" أين يذهب بك " لا يريدون أن ذاهباً ذهب به ومنه قوله تعالى ﴿ أنى يؤفكون ﴾ [ المائدة : ٧٥ ] ﴿ أنى يصرفون ﴾ [ غافر : ٦٩ ]. ولما كان الشيطان لا يملك أن يحمل الإنسان على الفعل قهراً فالإنسان بالحقيقة هو الذي زين لنفسه.


الصفحة التالية
Icon