ويؤدب اليتيم الذى فى حجره كتأديبه ولده فإنه مسئول عنه يوم القيامة ويصلح حاله
والتأديب على أنواع. منها الوعيد. ومنها الضرب. ومنها حبس المنافع والعطية والبر فإن بين النفوس تفاوتا فنفس تخضع بالغلظة والشدة ولو استعملت معها الرفق والبر لأفسدها ونفس بالعكس وقد جعل الله الحدود والتعزير لتأديب العباد على قدر ما يأتون من المنكر فأدب الأحرار إلى السلطان وأدب المماليك والأولاد إلى السادات والآباء وهو مأجور على التأديب ومسئول عنه قال الله تعالى ﴿قوا أنفسكم وأهليكم نارا﴾ وفى الحديث " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ". أ هـ ﴿روح البيان حـ ١ صـ ٤٢٤﴾
قوله تعالى :﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ﴾
المناسبة
قال البقاعى :
ولما كان ذلك مما قد يدخل فيه الشر الذي يظهر فاعله أنه لم يرد به إلا الخير وعكسه قال مرغباً مرهباً :﴿والله﴾ أي الذي له الإحاطة بكل شيء ﴿يعلم﴾ أي في كل حركة وسكون.
ولما كان الورع مندوباً إليه محثوثاً عليه لا سيما في أمر اليتامى فكان التحذير بهذا المقام أولى قال :﴿المفسد﴾ أي الذي الفساد صفة له ﴿من المصلح﴾ فاتقوا الله في جميع الأمور ولا تجعلوا خلطتكم إياهم ذريعة إلى أكل أموالهم. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٤١٩﴾
فصل في هل يتصرف في مال اليتيم
قال القرطبيُّ :
لما أذن الله عزَّ وجلَّ في مخالطة الأيتام مع قصد الإصلاح بالنَّظر إليهم وفيهم، كان ذلك دليلاً على جواز التَّصرف في مال اليتيم تصرف الوصيّ في البيع، والقسمة، وغير ذلك على الإطلاق لهذه الآية، فإذا كفل الرَّجل اليتيم، وحازه، وكان في نظره، جاز عليه فعله وإن لم يقدّمه والٍ عليه ؛ لأنَّ الآية مطلقة والكفالة ولاية عامَّة، ولم يؤثر عن أحدٍ من الخلفاء أنَّه قدّم أحداً على يتيم مع وجودهم في أزمنتهم، وإنَّما كانوا يقتصرون على كونهم عندهم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٣ صـ ٦٣﴾
قال الفخر :