ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآيتين
قال رحمه الله :
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ﴾
والخمر ـ كما نعرف ـ مأخوذة من الستر، ويقال :" دخل فلان خمرة" أي في أيكة من الأشجار ملتفة فاختبأ فيها. و" الخمار" هو القناع الذي ترتديه المسلمة لستر رأسها، وهو مأخوذ أيضا من نفس المادة. و" خامرة الأمر" أي خالطه. وكل هذه المعاني مأخوذة من عملية الستر. و" الميسر" مأخوذ من اليسر ؛ لأنه يظهر للناس بمكاسب يسيرة بلا تعب.
والخمر والميسر من الأمور التي كانت معروفة في الجاهلية. والإسلام حين جاء ليواجه نظما جاهلية واجه العقيدة بلا هوادة، ولم يجابهها ويواجهها على مراحل بل أزالها من أول الأمر، ورفع راية " لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ثم جاء الإسلام في الأمور التي تعتبر من العادات فبدأ يهونها ؛ لأن الناس كانت تألفها، لذلك أخذها بشيء من الرفق والهوادة. وكان هذا من حكمة الشرع، فلم يجعل الأحكام في أول الأمر عملية قسرية فقد يترتب عليها الخلل في المجتمع وفي الوجود كله، وإنما أخذ الأمور بالهوادة.