وقيل : إن كان من شأنكم وهممكم الإيمان بما تقوم به الحجة عليكم، وقيل : إن كنتم مصدّقين بأن الله قد جعل لكم طالوت ملكاً.
وقيل : مصدّقين بأن وعد الله حق.
وقيل : إن، بمعنى : إذ، ولم يسألوا تكذيباً لنبيهم، وإنما سألوا تعرفاً لوجه الحكمة، والسؤال عن الكيفية لا يكون إنكارا كلياً. (١) أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ٢٧٢﴾
فائدة
قال البقاعى :
وفي هذه القصة توطئة لغزوة بدر وتدريب لمن كتب عليهم القتال وهو كره لهم وتأديب لهم وتهذيب وإشارة عظيمة واضحة إلى خلافة الصديق رضي الله تعالى عنه بما دل عليه من أمر استخلافه في الإمامة في الصلاة التي هي خلاصة هذا الدين كما أن ما في تابوت الشهادة كان خلاصة ذلك الدين، وتحذير لمن لعله يخالف فيها أو يقول إنه ليس من بني هاشم ولا عبد مناف الذين هم بيت الإمامة والرئاسة ونحو ذلك مما حمى الله المؤمنين منه، كما قال النبي ﷺ :" يأبى الله ذلك والمؤمنون " وفي توجيه الخطاب إلى النبي ﷺ إعلام بأن أول مقصود به الأقرب منه ﷺ فالأقرب، وفيها تشجيع للصحابة رضوان الله تعالى عليهم فيما يندبهم إليه الصديق رضي الله عنه من قتال أهل الردة وما بعده إلى غير ذلك من الإشارات التي تقصر عنها العبارات - والله سبحانه وتعالى الموفق. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٤٧٦﴾
(١) فى هذا القول توجيه وبيان لما استبعده الطبرى بقوله : فغير جائز أن يقال لهم وهم كفار : لكم في مجيء التابوت آية إن كنتم من أهل الإيمان بالله ورسوله. والله أعلم.