قال الحسن، والسدّي : لا يعلم كُنْهَ التضعيف إلاَّ الله تعالى : وهو قول ابن عباس، وقد رويت مقادير من التضعيف، وجاء في القرآن :﴿كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة﴾ ثم قال :﴿والله يضاعف لمن يشاء﴾
قيل والآية عامّة في سائر وجوه البرّ من : صدقة، وجهاد، وغير ذلك، وقيل : خاصة بالنفقة في الجهاد، وقيل : بالصدقة وإنفاق المال على الفقراء المحتاجين. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ٢٦١ ـ ٢٦٢﴾
فصل
قال القرطبى :
ثواب القَرْض عظيم، لأن فيه تَوْسِعة على المسلم وتفريجاً عنه.
خرّج ابن ماجه في سننه عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ﷺ :" رأيت ليلة أسرِي بي على باب الجنة مكتوباً الصدقةُ بعشر أمثالها والقرضُ بثمانية عشر فقلت لجبريل : ما بالُ القرض أفضل من الصدقة قال لأن السائل يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة " قال حدّثنا محمد بن خَلَف العَسْقَلاني حدّثنا يَعْلَى حدّثنا سليمان بن يُسَيْر عن قيس بن رومي قال : كان سليمان بن أُذُنَانِ يُقرِض علقَمَة ألف درهم إلى عطائه، فلما خرج عطاؤه تقاضاها منه، واشتدّ عليه فقضاه، فكأنّ علقمة غِضب فمكث أشهراً ثم أتاه فقال : أقرِضنِي ألف درهم إلى عطائي، قال : نعم وكرامة! يا أُمّ عُتبة هَلمي تلك الخريطةَ المختومة التي عندكِ، قال : فجاءت بها فقال : أما والله إنها لَدراهمُكَ التي قضيتني ما حركت منها درهماً واحداً ؛ قال : فللَّه أبوك ؟ ما حملك على ما فعلتَ بي ؟ قال : ما سمعتُ منك ؛ قال : ما سمعتَ مني ؟ قال : سمعتك تذكر عن ابن مسعود أنّ النبيّ ﷺ قال :" ما من مسلم يقرِض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقتها مرة " قال : كذلك أنبأني ابن مسعود. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٣ صـ ٢٤١﴾