تعلق هذه الآية بما قبلها من حيث إنه تعالى لما فرض القتال بقوله :﴿وقاتلوا فِي سَبِيلِ الله﴾ [ البقرة : ٢٤٤ ] ثم أمرنا بالإنفاق فيه لما له من التأثير في كمال المراد بالقتال ذكر قصة بني إسرائيل، وهي أنهم لما أمروا بالقتال نكثوا وخالفوا فذمهم الله تعالى عليه، ونسبهم إلى الظلم والمقصود منه أن لا يقدم المأمورون بالقتال من هذه الأمة على المخالفة، وأن يكونوا مستمرين في القتال مع أعداء الله تعالى. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٦ صـ ١٤٤﴾
قال الماوردى :
﴿ابْعَثْ لَنَا مَلَكاً نُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ في سبب سؤالهم لذلك قولان :
أحدهما : أنهم سألوا ذلك لقتال العمالقة، وهو قول السدي.
والثاني : أن الجبابرة الذين كانوا في زمانهم استزلوهم، فسألوا قتالهم، وهو قول وهب والربيع. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ١ صـ ٣١٤﴾

فصل


قال الفخر :
لا شك أن المقصود الذي ذكرناه حاصل، سواء علمنا أن النبي من كان من أولئك، وأن أولئك الملأ من كانوا أو لم نعلم شيئاً من ذلك، لأن المقصود هو الترغيب في باب الجهاد وذلك لا يختلف، وإنما يعلم من ذلك النبي ومن ذلك الملأ بالخبر المتواتر وهو مفقود، وأما خبر الواحد فإنه لا يفيد إلا الظن، ومنهم من قال : إنه يوشع بن نون بن افرايم بن يوسف، والدليل عليه قوله تعالى :﴿مِن بَعْدِ موسى﴾ وهذا ضعيف لأن قوله :﴿مِن بَعْدِ موسى﴾ كما يحتمل الاتصال يحتمل الحصول من بعد زمان، ومنهم من قال : كان اسم ذلك النبي أشمويل من بني هارون واسمه بالعربية : إسماعيل، وهو قول الأكثرين، وقال السدي : هو شمعون، سمته أمه بذلك، لأنها دعت الله تعالى أن يرزقها ولداً فاستجاب الله تعالى دعاءها، فسمته شمعون، يعني سمع دعاءها فيه، والسين تصير شيناً بالعبرانية، وهو من ولد لاوى بن يعقوب عليه السلام. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٦ صـ ١٤٤ ـ ١٤٥﴾
وقال ابن عطية :


الصفحة التالية
Icon