" فصل "
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى ذكر طالوت )
وهو اسمٌ أَعجمىّ لُقِّب به، وكان اسمه فى الأَصل سارا وقيل ساوا، فقيل له : طالُوت لطول قامَته.
ومعنى طالوت فى اللُّغة العِبْرِية طَوِيلٌ.
وكان مَلِكَ بنى إِسرائيل، وكان صفَّى أَشمويل وخاصَّته، وخصّه الله تعالى بزيادة بَسْطة فى العِلْم والجِسْم.
وبسببه انتقل تابوت آدمَ الَّذى كان مِيراثَ إِسرائيل وإِسماعيل من العَمالِقة إِلى بَنِى إِسرائيل.
وأَجرى الله تعالَى نهر الأُرْدُنِّ بسبب تجربة قومه وابتلائهم، وأَهلك الله جالوتَ الجبّارَ وثلثمائة وثلاثة عشر نفراً من أَصحابه، وأَعْدَمَهُمْ بالقتل والقهر على يَدَىْ داوُد نُصْرةً لطالوت.
وذكره الله تعالى فى موضعين من كتابه العزيز : قال تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً﴾، ثم قال لإِظهار كرامته :﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ﴾، ثم قال بيانا لخاتمة أَمره وأَمرِ المؤمنين ونَصْرهم، وخاتمة أَمرِ أَعدائه من الكافرين وهزيمتهم وقهرهم :﴿وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ٦ صـ ٨٢﴾