ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٢٥٠) ﴾
هذه هي الشحنة الإيمانية لمن يريد أن يواجه عدوه فهو ينادي قائلا :" ربنا" إنه لم يقل : يا الله، بل يقول :" ربنا" ؛ لأن الرب هو الذي يتولى التربية والعطاء، بينما مطلوب " الله" هو العبودية والتكاليف ؛ لذلك ينادي المؤمن ربه في الموقف الصعب " يا ربنا" أي يا من خلقتنا وتتولانا وتمدنا بالأسباب، قال المؤمنون مع طالوت :" ربنا أفرغ علينا صبرا". وعندما نتأمل كلمة " أفرغ علينا صبرا" تفيدنا أنهم طلبوا أن يملأ الله قلوبهم بالصبر ويكون أثر الصبر تثبيت الأقدام " وثبت أقدامنا" حتى يواجهوا العدو بإيمان وعند نهاية الصبر وتثبيت الأقدام يأتي نصر الله للمؤمنين على القوم الكافرين، وتأتي النتيجة للعزم الإيماني والقتال في قوله الحق :
فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (٢٥١) }. أ هـ ﴿تفسير الشعراوى صـ ١٠٥٦﴾


الصفحة التالية
Icon