فائدة
قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ تِلْكَ الرسل ﴾ قال :" تلك" ولم يقل : ذلك مراعاة لتأنيث لفظ الجماعة، وهي رفع بالابتداء.
و" الرُّسُلُ" نعته، وخبر الابتداء الجملة.
وقيل : الرسل عطف بيان، و﴿ فَضَّلْنَا ﴾ الخبر. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٣ صـ ٢٦١﴾
وقال الفخر :
﴿تِلْكَ﴾ ابتداء، وإنما قال :﴿تِلْكَ﴾ ولم يقل أولئك الرسل، لأنه ذهب إلى الجماعة، كأنه قيل : تلك الجماعة الرسل بالرفع، لأنه صفة لتلك وخبر الابتداء ﴿فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ ﴾. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٦ صـ ١٦٥﴾
" فوائد لغوية وإعرابية "
قال أبو حيان :
و: تلك، مبتدأ وخبره : الرسل، و : فضلنا، جملة حالية، وذو الحال : الرسل، والعامل فيه اسم الإشارة.
ويجوز أن يكون : الرسل، صفة لاسم الإشارة، أو عطف بيان، وأشار بتلك التي للبعيد لبعد ما بينهم من الأزمان وبين النبي ﷺ، قيل الإشارة إلى الرسل الذين ذكروا في هذه السورة، أو للرسل التي ثبت علمها عند رسول الله ﷺ، والأولى أن تكون إشارة إلى المرسلين في قوله :﴿ وإنك لمن المرسلين ﴾ ولا يلزم من ذلك علمه ﷺ بأعيانهم، بل أخبر أنه من جملة المرسلين، وأن المرسلين فضل الله بعضهم على بعض، وأتى : بتلك، التي للواحدة المؤنثة، وإن كان المشار إليه جمعاً، لأنه جمع تكسير، وجمع التكسير حكمه حكم الواحدة المؤنثة في الوصف، وفي عود الضمير، وفي غير ذلك، وكان جمع تكسير هنا لاختصار اللفظ، ولإزالة قلق التكرار، لأنه لو جاء : أولئك المرسلون فضلنا، كان اللفظ فيه طول، وكان فيه التكرار.
والالتفات في : نتلوها، وفي : فضلنا، لأنه خروج إلى متكلم من غائب، إذ قبله ذكر لفظ : الله، وهو لفظ غائب.
والتضعيف في : فضلنا، للتعدية، و : على بعض، متعلق بفضلنا، قيل : والتفضيل بالفضائل بعد الفرائض أو الشرائع على غير ذي الشرائع، أو بالخصائص كالكلام. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ٢٨٢﴾
وقال الآلوسى :


الصفحة التالية
Icon