ولما كانت العدالة بالقول المجمل ثلاثا عدالة بين الإنسان ونفسه وعدالة بينه وبين الناس وعدالة بينه وبين الله. فكذلك الظلم له مراتب ثلاث وأعظم العدالة ما بين العبد وبين الله وهو الإيمان وأعظم الظلم ما يقابله وهو الكفر ولذلك قال ﴿ والكافرون هم الظالمون ﴾ أى هم المستحقون لإطلاق هذا الوصف عليهم بلا مشوبة. فليسارع العبد إلى تقوية الإيمان بالإنفاق والإحسان. أ هـ ﴿روح البيان حـ ١ صـ ٤٨٧ ـ ٤٨٨﴾
من فوائد ابن عرفة فى الآية
قوله تعالى :﴿ يا أيها الذين آمنوا أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم ﴾.
قال ابن عطية :( هو عام في الجهاد والتطوع ).
والتحاكم في هذا إلى السبب المتقدم ( هل ينهض ) إلى وجوب القصد عليه أو يعم فيه وفي غيره ؟
قال ابن عرفة : وفرقوا بين قولك : تَصَدّقْ، وبين قولك : يا غني تَصَدّقْ.
بثلاثة أوجه : إما للوصف المناسب، أو تنبيه المخاطب، أو استحضار ذهنه.
وإما خوف احتمال الشركة في النّداء.
فإن قلنا : إن الكفار غير مخاطبين بفروع الشريعة فينتفي احتمال ( الشريك ) هنا، وأيضا فسبب النّزول يعين كون الخطاب للمؤمنين فانحصر كون فائدته إمّا التنبيه أو الإشعار بأنّ سبب الأمر بذلك وصف الإيمان.
قوله تعالى :﴿ مِمَّا رَزَقْنَاكُم... ﴾.
مذهب أهل السنة تعميم الرزق في الحلال والحرام، وأمروا هنا بالحلال لأن ( من ) للتبعيض فيبقى البعض الآخر.
قوله تعالى :﴿ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ... ﴾.
واليوم حمله المفسرون على يوم القيامة.
قال ابن عرفة : وعندي أنه يوم موت كل واحد لأن من مات قد قامت قيامته.
قيل لابن عرفة : يلزمك الإضمار لأن يوم القيامة لا بيع فيه بالإطلاق ويوم موت كل واحد لا بيع له فيه ولا خلة له فيه، وإلاّ فالبيع لغيره ثابت له فيه لأن غيره حي قطعا ؟