وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن أبي مالك في قوله ﴿ وسع كرسيه السماوات والأرض ﴾ قال : إن الصخرة التي تحت الأرض السابعة ومنتهى الخلق على أرجائها عليها أربعة من الملائكة، لكل واحد منهم أربعة وجوه : وجه إنسان، ووجه أسد، ووجه ثور، ووجه نسر، فهم قيام عليها قد أحاطوا بالأرضين والسموات، ورؤوسهم تحت الكرسي، والكرسي تحت العرش، والله واضع كرسيه على العرش. قال البيهقي : هذا إشارة إلى كرسيين. أحدهما تحت العرش، والآخر موضوع على العرش.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ ولا يؤوده حفظهما ﴾ يقول : لا يثقل عليه.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ﴿ ولا يؤوده حفظهما ﴾ قال : لا يثقله. قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم.
أما سمعت قول الشاعر :
يعطى المئين ولا يؤوده حملها... محض الضرائب ماجد الأخلاق
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ ولا يؤوده ﴾ قال : لا يكرثه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال ﴿ العظيم ﴾ الذي قد كمل في عظمته.
وأخرج الطبراني في السنة عن ابن عباس ﴿ الله لا إله إلا هو ﴾ يريد الذي ليس معه شريك، فكل معبود من دونه فهو خلق من خلقه لا يضرون ولا ينفعون، ولا يملكون رزقاً ولا حياة ولا نشوراً ﴿ الحي ﴾ يريد الذي لا يموت ﴿ القيوم ﴾ الذي لا يبلى ﴿ لا تأخذه سنة ﴾ يريد النعاس ﴿ ولا نوم من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ﴾ يريد الملائكة، مثل قوله ﴿ ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ﴾. ﴿ يعلم ما بين أيديهم ﴾ يريد من السماء إلى الأرض ﴿ وما خلفهم ﴾ يريد ما في السموات ﴿ ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ﴾ يريد مما أطلعهم على علمه ﴿ وسع كرسيه السماوات والأرض ﴾ يريد هو أعظم من السموات السبع والأرضين السبع ﴿ ولا يؤوده حفظهما ﴾ يريد لا يفوته شيء مما في السموات والأرض ﴿ وهو العلي العظيم ﴾ يريد لا أعلى منه ولا أعز، ولا أجل ولا أكرم.


الصفحة التالية
Icon