اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (٤)
(سورة السجدة)
فهل جلوس الحق كجلوس الخلق ؟ أو هل يكون كرسي الخالق ككرسي المخلوق ؟ طبعا لا. ونحن المؤمنين نأخذ كل صفة عن الله في نطاق التنزيه : سبحان الله وليس كمثله شيء، فليس استواء الله مثل استواء البشر، وليس جلوس الحق مثل جلوس الإنسان. ونضرب هذا المثل ـ ولله المثل الأعلى من قبل ومن بعد ـ هب أن صاحبا لك دعاك لتأكل عنده، ثم دعاك أحد كبراء القوم لتأكل عنده، لابد أنك تجد الطعام متفاوتا في جودته وأصنافه بين كل مائة من موائد من دعوك، فإذا كان البشر أنفسهم تتفاوت بينهم الأمور الوصفية تبعا لمقاماتهم وقدراتهم وإمكاناتهم، فإذا ما ترقيت بالصفة إلى خالق كل الأشياء أيقنت أنه سبحانه منزه عن كل من سواه، وليس كمثله شيء.
اذن " كلم الله" تعني أنه أعلم رسوله بأي وسيلة من وسائل الإعلام. " منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس" والحق سبحانه وتعالى يؤكد دائما في الكلام عن سيدنا عيسى ـ أن عيسى ابن مريم مؤيد بروح القدس ـ ؛ لأن المسائل التي تعرض لها سيدنا عيسى تتطلب أن تكون روح القدس دائما معه، ولذلك يقول الحق سبحانه عنه :
وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (٣٣)
(سورة مريم)