لباب التأويل، ج ١، ص : ١٣
الشبه في الصلاة ليقطع عليه صلاته. ، واحتج مخالف الجمهور بظاهر قوله تعالى : فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ وأجيب عنه بما تقدم. وقال مالك : لا يتعوذ في المكتوبة ويتعوذ في قيام رمضان بعد القراءة. لنا ما تقدم من الأدلة.
المسألة الثالثة : المختار من لفظ الاستعاذة عند الشافعي أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم، وبه قال أبو حنيفة لموافقة قوله تعالى : فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ولحديث جبير بن مطعم. وقال أحمد الأولى أن يقول أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم جمعا بين هذه الآية وبين قوله تعالى : فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ولحديث أبي سعيد. وقال الثوري والأوزاعي : الأولى أن يقول : أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم إن اللّه هو السميع العليم، وبالجملة فالاستعاذة تطهر القلب عن كل شيء يشغله عن اللّه تعالى. ومن لطائف الاستعاذة أن قوله أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم إقرار من العبد بالعجز والضعف واعتراف من العبد بقدرة البارئ عزّ وجلّ وأنه هو الغني القادر على دفع جميع المضرات والآفات واعتراف من العبد أيضا بأن الشيطان عدو مبين، ففي الاستعاذة التجاء إلى اللّه تعالى القادر على دفع وسوسة الشيطان الغوي الفاجر، وأنه لا يقدر على دفعه عن العبد إلّا اللّه تعالى واللّه أعلم.