لباب التأويل، ج ٢، ص : ٤٦٩
يفيض جميع الخيرات على عباده وعضده بقوله وهو الغفور يعني الساتر لذنوب عباده الرحيم يعني بهم.
قوله سبحانه وتعالى : قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ يعني القرآن والإسلام وقيل الحق هو محمد صلى اللّه عليه وسلم جاء بالحق من اللّه عز وجل فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ لأن نفع ذلك يرجع إليه وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها أي على نفسه لأن وباله راجع إليه فمن حكم اللّه له بالاهتداء في الأزل انتفع ومن حكم عليه بالضلال ضل ولم ينتفع بشيء أبدا وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ يعني وما أنا عليكم بحفيظ أحفظ عليكم أعمالكم وقال ابن عباس : هذه الآية منسوخة بآية السيف وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ يعني الأمر الذي يوحيه اللّه إليك يا محمد وَاصْبِرْ يعني على أذى من خالفك من كفار مكة وهم قومك حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ يعني ينصرك عليهم بإظهار دينك وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ يعني أنه سبحانه وتعالى حكم بنصر نبيه وإظهار دينه وبقتل المشركين وأخذ الجزية من أهل الكتاب، وفيها ذلهم وصغارهم واللّه تعالى أعلم بمراده وأسرار كتابه.