لباب التأويل، ج ٤، ص : ٣٢٤
النواس بن سمعان قال «سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن البر والإثم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس»، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم» أخرجه أبو داود وعنها قالت : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «إن من أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن.
عن أبي الدرداء أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن اللّه تعالى يبغض الفاحش البذي ء» أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، وله عن جابر رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال «إن من أحبكم إلى اللّه وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا»، (ق) عن البراء رضي اللّه عنه قال «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل ولا بالقصير» (ق) عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما قال «إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم يكن فاحشا ولا متفحشا» وكان يقول «خياركم أحاسنكم أخلاقا» (ق) عن أنس رضي اللّه عنه قال «خدمت النبي صلّى اللّه عليه وسلّم عشر سنين واللّه ما قال لي أف قط ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا» زاد الترمذي «و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أحسن الناس خلقا وما مسست خزا قط ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم»، (خ) عنه قال «إن كانت الأمة لتأخذ بيد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فتنطلق به حيث شاءت» زاد في رواية «و يجيب إذا دعي» وعنه قال «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده ولا يصرف وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له» أخرجه الترمذي، (ق) عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها قالت «ما خير رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة اللّه فينتقم»، زاد مسلم عنها «و ما ضرب
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل اللّه تعالى» (ق) عن أنس قال «كنت أمشي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال اللّه الذي عندك فالتفت إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وضحك وأمر له بعطاء»، (ق) عنه رضي اللّه عنه قال «كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أحسن الناس خلقا وكان لي أخ يقال له أبو عمير وكان فطيما كان إذا جاءنا قال يا أبا عمير ما فعل النغير لنغير كان يلعب به» النغير طائر صغير يشبه العصفور إلا أنه أحمر المنقار (م) عن الأسود قال «سألت عائشة ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يفعل في بيته؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة» المهنة الخدمة عن عبد اللّه بن الحارث بن جزء قال «ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم» أخرجه الترمذي قوله تعالى :
[سورة القلم (٦٨) : الآيات ٥ الى ٨]
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (٧) فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (٨)
فَسَتُبْصِرُ أي يا محمد وَيُبْصِرُونَ يعني أهل مكة إذا نزل بهم العذاب بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ قال ابن عباس معناه بأيكم المجنون وقيل الباء بمعنى «في» معناه فستبصر ويبصرون في أي الفريقين المجنون في فريقك أو فريقهم وقيل المفتون هو الشيطان الذي فتن بالجنون إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ معناه إنهم رموه بالجنون والضلال ووصفوا أنفسهم بالعقل والهداية فأعلم اللّه تعالى أنه هو العالم بالفريقين الضال والمهتدي والمجنون والعاقل فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ يعني مشركي مكة وذلك أنهم دعوه إلى دين آبائه فنهاه اللّه أن يطيعهم.