لباب التأويل، ج ٤، ص : ٣٣٢
[سورة القلم (٦٨) : آية ٥٢]
وَما هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٥٢)
وَما هُوَ يعني القرآن إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ قال ابن عباس موعظة للمؤمنين قال الحسن : دواء من أصابته العين أن تقرأ عليه هذه الآية (ق)، عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم «العين حق» زاد البخاري «و نهى عن الوشم» (م) عن ابن عباس عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال :«العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا» وعن عبيد اللّه بن رفاعة الزرقي «أن أسماء بنت عميس كانت تقول يا رسول اللّه إن ولد جعفر تسرع إليهم العين أفأسترقي لهم؟ قال : نعم ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين» أخرجه الترمذي قوله العين حق أخذ بظاهر هذا الحديث جماهير العلماء وقالوا العين حق وأنكره طوائف من المبتدعة والدليل على فساد قولهم «أن كل معنى ليس مخالفا في نفسه ولا يؤدي إلى قلب حقيقة ولا إفساد دليل فإنه من مجوزات العقول فإذا أخبر الشارع بوقوعه وجب اعتقاده ولا يجوز تكذيبه ومذهب أهل السنة أن العين إنما تفسد وتهلك عند قابلة هذا الشخص الذي هو العائن لشخص آخر فتؤثر فيه بقدرة اللّه تعالى وفعله وقوله ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، فيه إثبات القدر وأنه حق والمعنى أن الأشياء كلها بقدر اللّه ولا يقع شيء إلا على حسب ما قدر اللّه وسبق به علمه ولا يقع شرر العين وغيره من الخير والشر إلا بقدرة اللّه وفيه صحة إثبات العين وأنها قوية الضرر إذا وافقها القدر، واللّه أعلم.