لباب التأويل، ج ٤، ص : ٩٢
الأمم الخالية وَفِي أَنْفُسِهِمْ أي البلاء والأمراض وقيل ما نزل بهم يوم بدر وقيل في الآفاق هو ما يفتح من القرى والبلاد على محمد صلّى اللّه عليه وسلّم والمسلمين وفي أنفسهم هو فتح مكة حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ يعني دين الإسلام، وقيل يتبين القرآن أنه من عند اللّه وقيل يتبين لهم أن محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم مؤيد من قبل اللّه تعالى وقيل في الآفاق يعني أقطار السموات والأرض من الشمس والقمر والنجوم والأشجار والأنهار والنبات وفي أنفسهم يعني من لطيف الحكمة وبديع الصنعة حتى يتبين لهم أنه الحق يعني لا يقدر على هذه الأشياء إلا اللّه تعالى : أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ يعني يشهد أن القرآن من عند اللّه تعالى، وقيل أولم يكفهم الدلائل الكثيرة التي أوضحها اللّه لهم على التوحيد وأنه شاهد لا يغيب عنه شيء.
[سورة فصلت (٤١) : آية ٥٤]
أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (٥٤)
أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ أي في شك عظيم من القيامة أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ أي عالم بجميع المعلومات التي لا نهاية لها، أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا واللّه أعلم بمراده وأسرار كتابه.


الصفحة التالية
Icon