البحر المحيط، ج ١، ص : ٤١
ضمير نصب منفصلا لا اسما ظاهرا أضيف خلافا لزاعمه، وهل الضمير هو مع لواحقه أو هو وحده؟ واللواحق حروف، أو هو واللواحق أسماء أضيف هو إليها، أو اللواحق وحدها، وايا زائدة لتتصل بها الضمائر، أقوال ذكرت في النحو. وأما لغاته فبكسر الهمزة وتشديد الياء، وبها قرأ الجمهور، وبفتح الهمزة وتشديد الياء، وبها قرأ الفضل الرقاشي، وبكسر الهمزة وتخفيف الياء، وبها قرأ عمرو بن فائد، عن أبي، وبإبدال الهمزة المكسورة هاء، وبإبدال الهمزة المفتوحة هاء، وبذلك قرأ ابن السوار الغنوي، وذهاب أبي عبيدة إلى أن ايا مشتق ضعيف، وكان أبو عبيدة لا يحسن النحو، وإن كان إماما في اللغات وأيام العرب.
وإذا قيل بالاشتقاق، فاشتقاقه من لفظ، أو من قوله :
فاو لذكراها إذا ما ذكرتها فتكون من باب قوة، أو من الآية فتكون عينها ياء كقوله :
لم يبق هذا الدهر من إيائه قولان، وهل وزنه إفعل وأصله إأوو أو إأوي أو فعيل فأصله أويو أو اويي أو فعول، وأصله إووو أو اويي أو فعلى، فأصله أووى أواويا، أقاويل كلها ضعيفة، والكلام على تصاريفها حتى صارت ايا تذكر في علم النحو، وإضافة ايا لظاهر نادر نحو : وايا الشواب، أو ضرورة نحو : دعني وايا خالد، واستعماله تحذيرا معروف فيحتمل ضميرا مرفوعا يجوز أن يتبع بالرفع نحو : إياك أنت نفسك.
نَعْبُدُ، العبادة : التذلل، قاله الجمهور، أو التجريد، قاله ابن السكيت، وتعديه بالتشديد مغاير لتعديه بالتخفيف، نحو : عبدت الرجل ذللته، وعبدت اللّه ذللت له. وقرأ الحسن، وأبو مجلز، وأبو المتوكل : إياك يعبد بالياء مبنيا للمفعول، وعن بعض أهل مكة نعبد بإسكان الدال. وقرأ زيد بن علي، ويحيى بن وثاب، وعبيد بن عمير الليثي : نعبد بكسر النون.
نَسْتَعِينُ، الاستعانة، طلب العون، والطلب أحد معاني استفعل، وهي اثنا عشر معنى، وهي : الطلب، والاتحاد، والتحول، وإلقاء الشيء بمعنى ما صيغ منه وعده كذلك، ومطاوعة افعل وموافقته، وموافقة تفعل وافتعل والفعل المجرد، والإغناء عنه وعن فعل مثل ذلك استطعم، واستعبده، واستنسر واستعظمه واستحسنه، وإن لم يكن كذلك، واستشلى مطاوع اشلى، واستبل موافق مطاوع ابل، واستكبر موافق تكبر، واستعصم موافق


الصفحة التالية
Icon