البحر المحيط، ج ١٠، ص : ١٤٩
الجبل لتخشع وتصدع. وإذا كان الجبل على عظمه وتصلبه يعرض له الخشوع والتصدع، فابن آدم كان أولى بذلك، لكنه على حقارته وضعفه لا يتأثر. وقرأ طلحة : مصدعا، بإدغام التاء في الصاد وأبو السمال وأبو دينار الأعرابي : القدوس بفتح القاف والجمهور : بالفك والضم. وقرأ الجمهور : المؤمن بكسر الميم، اسم فاعل من آمن بمعنى أمن. وقال ثعلب :
المصدق المؤمنين في أنهم آمنوا. وقال النحاس : أو في شهادتهم على الناس يوم القيامة.
وقيل : المصدق نفسه في أقواله الأزلية. وقرأ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، وقيل، أبو جعفر المدني : المؤمن بفتح الميم.
قال أبو حاتم : لا يجوز ذلك، لأنه لو كان كذلك لكان المؤمن به وكان جائزا، لكن المؤمن المطلق بلا حرف جر يكون من كان خائفا فأومن. وقال الزمخشري : يعني المؤمن به على حذف حرف الجر، كما تقول في قوم موسى من قوله : وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ «١» : المختارون. الْمُهَيْمِنُ : تقدم شرحه.
الْجَبَّارُ : القهار الذي جبر خلقه على ما أراد. وقيل : الجبار : الذي لا يدانيه شيء ولا يلحق، ومنه نخلة جبارة إذا لم تلحق، وقال امرؤ القيس :
سوابق جبار أتيت فروعه وعالين قنوانا من البسر أحمرا
وقال ابن عباس : هو العظيم، وجبروته : عظمته. وقيل : هو من الجبر، وهو الإصلاح. جبرت العظم : أصلحته بعد الكسر. وقال الفراء : من أجبره على الأمر : قهره، قال : ولم أسمع فعالا من أفعل إلا في جبار ودراك. انتهى، وسمع أسار فهو أسار.
الْمُتَكَبِّرُ : المبالغ في الكبرياء والعظمة. وقيل : المتكبر عن ظلم عباده، الْخالِقُ :
المقدر لما يوجده. الْبارِئُ : المميز بعضه من بعض بالأشكال المختلفة، الْمُصَوِّرُ : الممثل. وقرأ عليّ وحاطب بن أبي بلتعة والحسن وابن السميقع : المصور بفتح الواو والراء،
وانتصب مفعولا بالباري، وأراد به جنس المصور. وعن علي فتح الواو وكسر الراء على إضافة اسم الفاعل إلى المفعول
، نحو : الضارب الغلام.

(١) سورة الأعراف : ٧/ ١٥٥.


الصفحة التالية
Icon