البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٢٨٥
كبخل وبخل والحسن أيضا والجحدري وقتادة وزر وطلحة وابن أبي إسحاق وأبو عمرو، في رواية : كسر الواو وسكون اللام. وقال أبو حاتم : يمكن أن يكون الولد بالضم جمع الولد، كخشب وخشب، وقد قال حسان بن ثابت :
يا بكر آمنة المبارك بكرها من ولد محصنة بسعد الأسعد
وَمَكَرُوا : يظهر أنه معطوف على صلة من، وجمع الضمير في وَمَكَرُوا، وَقالُوا على المعنى ومكرهم : احتيالهم في الدين وتحريش الناس على نوح عليه السلام. وقرأ الجمهور : كُبَّاراً بتشديد الباء، وهو بناء فيه مبالغة كثير. قال عيسى بن عمر : هي لغة يمانية، وعليها قول الشاعر :
والمرء يلحقه بقنان الندى خلق الكريم وليس بالوضاء
وقول الآخر :
بيضاء تصطاد القلوب وتستبي بالحسن قلب المسلم القراء
ويقال : حسان وطوال وجمال. وقرأ عيسى وابن محيصن وأبو السمال : بخف الباء، وهو بناء مبالغة. وقرأ زيد بن علي وابن محيصن، فيما روى عنه أبو الأخيرط وهب بن واضح : كبارا، بكسر الكاف وفتح الباء. وقال ابن الأنباري : هو جمع كبير، كأنه جعل مكرا مكان ذنوب أو أفاعيل. انتهى، يعني فلذلك وصفه بالجمع. وَقالُوا : أي كبراؤهم لأتباعهم، أو قالوا، أي جميعهم بعضهم لبعض، لا تَذَرُنَّ : لا تتركن، آلِهَتَكُمْ :
أي أصنامكم، وهو عام في جميع أصنامهم، ثم خصوا بعد أكابر أصنامهم، وهو ودّ وما عطف عليه وروي أنها أسماء رجال صالحين كانوا في صدر الزمان. قال عروة بن الزبير :
كانوا بني آدم، وكان ودّا أكبرهم وأبرهم به. وقال محمد بن كعب ومحمد بن قيس : كانوا بني آدم ونوح عليهما السلام، ماتوا فصورت أشكالهم لتذكر أفعالهم الصالحة، ثم هلك من صورهم وخلف من يعظمها، ثم كذلك حتى عبدت. قيل : ثم انتقلت تلك الأصنام بأعيانها. وقيل : بل الأسماء فقط إلى قبائل من العرب. فكان ودّ لكلب بدومة الجندل وسواع لهذيل، وقيل : لهمدان ويغوث لمراد، وقيل : لمذحج ويعوق لهمدان، وقيل :
لمراد ونسر لحمير، وقيل : لذي الكلاع من حمير ولذلك سمت العرب بعبد ودّ وعبد يغوث وما وقع من هذا الخلاف في سواع ويغوث ويعوق يمكن أن يكون لكل واحد منهما صنم يسمى بهذا الاسم، إذ يبعد بقاء أعيان تلك الأصنام، فإنما بقيت الأسماء فسموا