البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٣٥٤
والجحدري وسلام ويعقوب وحفص وأبو عمر : بخلاف عنه بالياء، أي يمنى هو، أي المني، فخلق اللّه منه بشرا مركبا من أشياء مختلفة. فَسَوَّى : أي سواه شخصا مستقلا.
فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ : أي النوعين أو المزدوجين من البشر، وفي قراءة زيد بن عليّ :
الزّوجان بالألف، وكأنه على لغة بني الحارث بن كعب ومن وافقهم من العرب من كون المثنى بالألف في جميع أحواله. وقرأ أيضا : يقدر مضارعا، والجمهور : بِقادِرٍ اسم فاعل مجرور بالباء الزائدة.
أَلَيْسَ ذلِكَ : أي الخالق المسوي، بِقادِرٍ، وفيه توقيف وتوبيخ لمنكر البعث.
وقرأ طلحة بن سليمان والفيض بن غزوان : بسكون الياء من قوله : أَنْ يُحْيِيَ، وهي حركة إعراب لا تنحذف إلا في الوقف، وقد جاء في الشعر حذفها. وقرأ الجمهور :
بفتحها. وجاء عن بعضهم يحيي بنقل حركة الياء إلى الحاء وإدغام الياء في الياء. قال ابن خالويه : لا يجيز أهل البصرة سيبويه وأصحابه إدغام يحيي، قالوا لسكون الياء الثانية، ولا يعتدون بالفتحة في الياء لأنها حركة إعراب غير لازمة. وأما الفراء فاحتج بهذا البيت :
تمشي بسده بينها فتعيى يريد : فتعيي، واللّه تعالى أعلم.