البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٣٨٢
السبات، قال ابن قتيبة : السبات أصله القطع والمدّ، فالنوم قطع الأشغال الشاقة، ومن المدّ قول الشاعر :
وإن سبتته مال حبلا كأنه سدى وأملات من نواسج خثعما
أي : إن مدت شعرها مال والتف كالتفاف السدى بأيدي نساء ناسجات. الوهاج : المتوقد المتلالئ. المعصر، قال الفراء : السحاب الذي يجلب المطر، ولما يجتمع مثل الجارية المعصر، قد كادت تحيض ولما تحض، وقال نحوه ابن قتيبة، وقال أبو النجم العجلي :
تمشي الهوينا مائلا خمارها قد أعصرت أو قد دنا إعصارها
الثج، قال ثعلب : أصله شدّة الانصباب. وقال الأزهري : مطر ثجاج : شديد الانصباب، ثج الماء وثججته ثجا وثجوجا : يكون لازما بمعنى الانصباب وواقعا بمعنى الصب. قال الشاعر في وصف الغيث :
إذا رمقت فيها رحى مرجحنه تنعج ثجاجا عزير الحوافل
ألفافا جمع لف، ثم جمع لف على ألفاف. الكواعب جمع كاعب : وهي التي برز نهدها، ومنه كعب الرجل لبروزه، ومنه الكعبة. قال عاصم بن قيس المنقري :
وكم من حصان قد حوينا كريمة ومن كاعب لم تدر ما البؤس معصر
الدهاق : الملأى، مأخوذ من الدهق، وهو ضغط الشيء وشده باليد كأنه لامتلائه انضغط.
وقيل : الدهاق : المتتابعة، قال الشاعر :
أتانا عامر يبغي قرانا فأترعنا له كأسا دهاقا
وقال آخر :
لأنت إلى الفؤاد أحب قربا من الصادي إلى كأس دهاق
عَمَّ يَتَساءَلُونَ، عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ، الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ، كَلَّا سَيَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ، أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً، وَالْجِبالَ أَوْتاداً، وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً، وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً، وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً، وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً، وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً، وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً، وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً، لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً، وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً، إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً، يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً، وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً، وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً.