البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٤١٣
طبعه التآنس ببني آدم. الموءودة : البنت التي تدفن حية، وأصله من النقل، كأنها تنقل من التراب حتى تموت، ومنه اتئد : أي توقر وأثقل ولا تخف. الكشط : التقشير، كشطت جلد الشاة : سلخته عنها. الخنس جمع خانس، والخنوس : الانقباض والاستخفاء. تقول خنس بين القوم وانخنس. الكنس جمع كانس وكانسه، يقال : كنس إذا دخل الكناس، وهو المكان الذي تأوي إليه الظباء. والخنس : تأخر الأنف عن الشفة مع ارتفاع قليل من الأرنبة. عسعس، قال الفراء : عسعس الليل وعسس، إذا لم يبق منه إلا القليل. وقال الخليل : عسعس الليل : أقبل وأدبر. قال المبرد : هو من الأضداد. وقال علقمة بن قرط :
حتى إذا الصبح لها تنفسا وانجاب عنها ليلها وعسعسا
وقال رؤبة :
يا هند ما أسرع ما تعسعسا من بعد ما كان فتى ترعرعا
التنفس : خروج النسيم من الجوف، واستعير للصبح ومعناه : امتداده حتى يصير نهارا واضحا. الظنين : المتهم، فعيل بمعنى مفعول، ظننت الرجل : اتهمته، والظنين :
البخيل، قال الشاعر :
أجود بمكنون الحديث وإنني بسرّك عن ما سألتني لضنين
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ، وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ، وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ، وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ، وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ، وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ، وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ، وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ، وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ، وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ، عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ، فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ، الْجَوارِ الْكُنَّسِ، وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ، وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ، إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ، مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ، وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ، وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ، وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ، وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ، فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ، إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ، لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ، وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ.
هذه السورة مكية. ومناسبتها لما قبلها في غاية الظهور. وتكوير الشمس، قال ابن عباس : إدخالها في العرش. وقال مجاهد وقتادة والحسن : ذهاب ضوئها. وقال الربيع بن خيثم : رمى بها، ومنه : كورته فتكوّر. وقال أبو صالح : نكست وعن ابن عباس أيضا :
أظلمت وعن مجاهد : اضمحلت. وقيل : غوّرت وقيل : يلف بعضها ببعض ويرمى بها


الصفحة التالية
Icon