البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٤١٦
والشعبي. وقرأ عاصم في رواية : زووجت على فوعلت، والمفاعلة تكون بين اثنين.
والجمهور : بواو مشددة. وقال الزمخشري : وأد يئد، مقلوب من آد يؤد إذا أثقل. قال اللّه تعالى : وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما «١»، لأنه إثقال بالتراب. انتهى. ولا يدعي في وأد أنه مقلوب من آد، لأن كلا منهما كامل التصرف في الماضي والأمر والمضارع والمصدر واسم الفاعل واسم المفعول، وليس فيه شيء من مسوغات ادعاء القلب. والذي يعلم به الأصالة من القلب أن يكون أحد النظمين فيه حكم يشهد له بالأصالة والآخر ليس كذلك، أو كونه مجردا من حروف الزيادة والآخر فيه مزيدا وكونه أكثر تصرفا والآخر ليس كذلك، أو أكثر استعمالا من الآخر، وهذا على ما قرروا أحكم في علم التصريف. فالأول كيئس وأيس، والثاني كطأمن واطمأن، والثالث كشوايع وشواع، والرابع كلعمري ورعملي.
وقرأ الجمهور : الْمَوْؤُدَةُ، بهمزة بين الواوين، اسم مفعول. وقرأ البزي في رواية : الموؤدة، بهمزة مضمومة على الواو، فاحتمل أن يكون الأصل الموؤدة كقراءة الجمهور، ثم نقل حركة الهمزة إلى الواو بعد حذف الهمزة، ثم همز الواو المنقول إليها الحركة. واحتمل أن يكون اسم مفعول من آد فالاصل مأوودة، فحذف إحدى الواوين على الخلاف الذي فيه المحذوف واو المد أو الواو التي هي عين، نحو : مقوول، حيث قالوا : مقول. وقرىء الموودة، بضم الواو الأولى وتسهيل الهمزة، أعني التسهيل بالحذف، ونقل حركتها إلى الواو. وقرأ الأعمش : المودة، بسكون الواو على وزن الفعلة، وكذا وقف لحمزة بن مجاهد. ونقل القراء أن حمزة يقف عليها كالموودة لأجل الخط لأنها رسمت كذلك، والرسم سنة متبعة. وقرأ الجمهور : سُئِلَتْ مبنيا للمفعول، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ : كذلك وخف الياء وبتاء التأنيث فيهما، وهذا السؤال هو لتوبيخ الفاعلين للوأد، لأن سؤالها يؤول إلى سؤال الفاعلين. وجاء قتلت بناء على أن الكلام إخبار عنها، ولو حكي ما خوطبت به حين سئلت لقيل : قتلت. وقرأ الحسن والأعرج : سئلت، بكسر السين، وذلك على لغة من قال : سأل بغير همز. وقرأ أبو جعفر : بشد الياء، لأن الموؤدة اسم جنس، فناسب التكثير باعتبار الأشخاص. وقرأ ابن مسعود وعلي وابن عباس وجابر بن زيد وأبو الضحى ومجاهد : سألت مبنيا للفاعل، قتلت بسكون اللام وضم التاء، حكاية لكلامها حين سئلت. وعن أبي وابن مسعود أيضا والربيع بن خيثم وابن يعمر : سألت مبنيا