البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٤٣٩
ومسروق والشعبي وأبو العالية وابن وثاب وطلحة وعيسى والأخوان وابن كثير : بتاء الخطاب وفتح الباء. فقيل : خطاب للرسول صلّى اللّه عليه وسلم، أي حالا بعد حال من معالجة الكفار. وقال ابن عباس : سماء بعد سماء في الإسراء. وقيل : عدة بالنصر، أي لتركبن أمر العرب قبيلا بعد قبيل وفتحا بعد فتح كما كان ووجد بعد ذلك. وقال الزمخشري : وقرىء لَتَرْكَبُنَّ على خطاب الإنسان في يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ. وقال ابن مسعود المعنى : لتركبن السماء في أهوال القيامة حالا بعد حال، تكون كالمهل وكالدهان وتنفطر وتنشق، فالتاء للتأنيث، وهو إخبار عن السماء بما يحدث لها، والضمير الفاعل عائد على السماء. وقرأ عمر وابن عباس أيضا : بالياء من أسفل وفتح الباء على ذكر الغائب. قال ابن عباس : يعني نبيكم صلّى اللّه عليه وسلم.
وقيل : الضمير الغائب يعود على القمر، لأنه يتغير أحوالا من إسرار واستهلال وإبدار. وقال الزمخشري : ليركبن الإنسان. وقرأ عمر وابن عباس أيضا وأبو جعفر والحسن وابن جبير وقتادة والأعمش وباقي السبعة : بتاء الخطاب وضم الباء، أي لتركبن أيها الإنسان. وقال الزمخشري : ولتركبن بالضم على خطاب الجنس، لأن النداء للجنس، فالمعنى : لتركبن الشدائد : الموت والبعث والحساب حالا بعد حال، أو يكون الأحوال من النطفة إلى الهرم، كما تقول : طبقة بعد طبقة. قال نحوه عكرمة. وقيل : عن تجىء بمعنى بعد.
وقيل : المعنى لتركبن هذه الأحوال أمة بعد أمة. ومنه قول العباس بن عبد المطلب في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :
وأنت لما ولدت أشرقت الأر ض وضاءت بنورك الأفق
تنقل من صالب إلى رحم إذا مضى عالم بدا طبق
وقال مكحول وأبو عبيدة : المعنى لتركبن سنن من قبلكم. وقال ابن زيد : المعنى لتركبن الآخرة بعد الأولى. وقرأ عمر أيضا : ليركبن بياء الغيبة وضم الباء. قيل : أراد به الكفار لا بيان توبيخهم بعده، أي يركبون حالا بعد أخرى من المذلة والهوان في الدنيا والآخرة. وقرأ ابن مسعود وابن عباس : لتركبن بكسر التاء، وهي لغة تميم. قيل :
والخطاب للرسول صلّى اللّه عليه وسلم، وقرىء بالتاء وكسر الباء على خطاب النفس، وطبق الشيء مطابقة لأن كل حال مطابقة للأخرى في الشدة. ويجوز أن تكون اسم جنس، واحده طبقة، وهي المرتبة من قولهم : هم على طبقات. وعَنْ طَبَقٍ في موضع الصفة لقوله : طَبَقاً، أو في موضع الحال من الضمير في لَتَرْكَبُنَّ. وعن مكحول، كل عشرين عاما تجدون أمرا لم تكونوا عليه.