البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٤٦١
وقال بعض اللغويين : يبيس العرفج إذا تحطم. وقال الزجاج : هو نبت كالعوسج.
وقال الخليل : نبت أخضر منتن الريح يرمي به البحر. النمارق : الوسائد، واحدها نمرقة بضم النون والراء وبكسرهما.
وقال زهير :
كهولا وشبانا حسانا وجوههم على سرر مصفوفة ونمارق
الزرابي : بسط عراض فاخرة. وقال الفراء : هي الطنافس المخملة، وواحدها زريبة بكسر الزاي وبفتحها. سطحت الأرض : بسطت ووطئت.
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ، عامِلَةٌ ناصِبَةٌ، تَصْلى ناراً حامِيَةً، تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ، لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ، لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ، لِسَعْيِها راضِيَةٌ، فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ، لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً، فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ، فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ، وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ، وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ، أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ، وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ، وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ، فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ، لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ، إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ، فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ، إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ.
هي مكية. ولما ذكر فيما قبلها فَذَكِّرْ «١»، وذكر النار والآخرة، قال : هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ. والغاشية : الداهية التي تغشى الناس بشدائدها يوم القيامة، قاله سفيان والجمهور. وقال ابن جبير ومحمد بن كعب : النار، قال تعالى : وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ «٢». وقال : وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ «٣»، فهي تغشى سكانها. وهذا الاستفهام توقيف، وفائدته تحريك نفس السامع إلى تلقي الخبر. وقيل : المعنى هل كان هذا من عملك لو لا ما علمناك؟ وفي هذا تعديد النعمة. وقيل : هل بمعنى قد. وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ : أي يوم إذ غشيت، والتنوين عوض من الجملة، ولم تتقدم جملة تصلح أن يكون التنوين عوضا منها، لكن لما تقدّم لفظ الغاشية، وأل موصولة باسم الفاعل، فتنحل للتي غشيت، أي للداهية التي غشيت. فالتنوين عوض من هذه الجملة التي انحل لفظ الغاشية إليها، وإلى الموصول الذي هو التي. خاشِعَةٌ : ذليلة. عامِلَةٌ ناصِبَةٌ، قال ابن عباس والحسن

(١) سورة الأعلى : ٨٧/ ٩.
(٢) سورة إبراهيم : ١٤/ ٥٠.
(٣) سورة الأعراف : ٧/ ٤١.


الصفحة التالية
Icon