البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٤٧٧
الإنسان دون النفس، أي ادخل في الأجساد، والنفس اسم جنس. وقيل : هذا النداء هو الآن للمؤمنين. لما ذكر حال الكفار قال : يا مؤمنون دوموا وجدوا حتى ترجعوا راضين مرضيين، راضِيَةً بما أوتيته، مَرْضِيَّةً عند اللّه. فَادْخُلِي فِي عِبادِي : أي في جملة عبادي الصالحين. وَادْخُلِي جَنَّتِي معهم. وقيل : النفس والروح، والمعنى :
فادخلي في أجساد عبادي. وقرأ الجمهور : فِي عِبادِي جمعا وابن عباس وعكرمة والضحاك ومجاهد وأبو جعفر وأبو صالح والكلبي وأبو شيخ الهنائي واليماني : في عبدي على الإفراد، والأظهر أنه أريد به اسم الجنس، فمدلوله ومدلول الجمع واحد. وقيل : هو على حذف خاطب النفس مفردة فقال : فادخلي في عبدي : أي في جسد عبدي. وتعدى فادخلي أولا بفي، وثانيا بغير فاء، وذلك أنه إذا كان المدخول فيه غير ظرف حقيقي تعددت إليه بفي، دخلت في الأمر ودخلت في غمار الناس، ومنه : فَادْخُلِي فِي عِبادِي. وإذا كان المدخول فيه ظرفا حقيقيا، تعدت إليه في الغالب بغير وساطة في. قيل : في عثمان بن عفان. وقيل : في حمزة. وقيل : في خبيب بن عدي، رضي اللّه تعالى عنهم أجمعين.