البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٥٦٤
وأتوب إليك».
قال الزمخشري : والأمر بالاستغفار مع التسبيح تكميل للأمر بما هو قوام أمر الدين من الجمع بين الطاعة والاحتراس من المعصية، وليكون أمره بذلك مع عصمته لطفا لأمته، ولأن الاستغفار من التواضع وهضم النفس، فهو عبادة في نفسه.
وعن النبي صلّى اللّه عليه وسلم :«إني لأستغفر اللّه في اليوم والليلة مائة مرة»
، انتهى. وقد علم هو صلّى اللّه عليه وسلم من هذه السورة دنو أجله، وحين قرأها عليه الصلاة والسلام استبشر الصحابة وبكى العباس، فقال :«وما يبكيك يا عم؟» قال : نعيت إليك نفسك، فقال :«إنها لكما تقول»، فعاش بعدها سنتين.
إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً : فيه ترجئة عظيمة للمستغفرين.