البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٥٦٧
ماله على وجه التقرير والإنكار؟ والمعنى : أين الغنى الذي لماله ولكسبه؟ والظاهر أن ما في قوله : وَما كَسَبَ موصولة، وأجيز أن تكون مصدرية. وإذا كانت ما في ما أَغْنى استفهاما، فيجوز أن تكون ما في وَما كَسَبَ استفهاما أيضا، أي : وأي شيء كسب؟
أي لم يكسب شيئا. وعن ابن عباس : وَما كَسَبَ ولده.
وفي الحديث :«ولد الرجل من كسبه».
وعن الضحاك : وَما كَسَبَ هو عمله الخبيث في عداوة الرسول صلّى اللّه عليه وسلم. وعن قتادة : وعمله الذي ظن أنه منه على شيء. وروي عنه أنه كان يقول : إن كان ما يقول ابن أخي حقا، فأنا أفتدي منه نفسي بمالي وولدي.
وقرأ عبد اللّه : وما اكتسب بتاء الافتعال. وقرأ أبو حيوة وابن مقسم وعباس في اختياره، وهو أيضا سيصلى بضم الياء وفتح الصاد وشد اللام، ومريئته وعنه أيضا : ومريته على التصغير فيهما بالهمز وبإبدالها ياء وإدغام ياء التصغير فيها. وقرأ أيضا : حمالة للحطب، بالتنوين في حمالة، وبلام الجر في الحطب. وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق : سيصلى بضم الياء وسكون الصاد وأبو قلابة : حاملة الحطب على وزن فاعلة مضافا، واختلس حركة الهاء في وامرأته أبو عمر وفي رواية والحسن وزيد بن علي والأعرج وأبو حيوة وابن أبي عبلة وابن محيصن وعاصم : حمالة بالنصب.
وقرأ الجمهور : سَيَصْلى بفتح الياء وسكون الصاد، وَامْرَأَتُهُ على التكبير، حَمَّالَةَ على وزن فعالة للمبالغة مضافا إلى الحطب مرفوعا، والسين للاستقبال وإن تراخى الزمان، وهو وعيد كائن إنجازه لا محالة. وارتفع وَامْرَأَتُهُ عطفا على الضمير المستكن في سَيَصْلى، وحسنه وجود الفصل بالمفعول وصفته، وحَمَّالَةَ في قراءة الجمهور خبر مبتدأ محذوف، أو صفة لامرأته، لأنه مثال ماض فيعرف بالإضافة، وفعال أحد الأمثلة الستة وحكمها كاسم الفاعل. وفي قراءة النصب، انتصب على الذم. وأجازوا في قراءة الرفع أن يكون وَامْرَأَتُهُ مبتدأ، وحمالة، واسمها أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان، وكانت عوراء. والظاهر أنها كانت تحمل الحطب، أي ما فيه شوك، لتؤذي بإلقائه في طريق الرسول صلّى اللّه عليه وسلم وأصحابه لتعقرهم، فذمت بذلك وسميت حمالة الحطب، قاله ابن عباس. فحمالة معرفة، فإن كان صار لقبا لها جاز فيه حالة الرفع أن يكون عطف بيان، وأن يكون بدلا. قيل : وكانت تحمل حزمة من الشوك والحسك والسعدان فتنشرها بالليل في طريق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم. وقال ابن عباس أيضا ومجاهد وقتادة والسدي : كانت تمشي