البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٧١
حُورٌ مَقْصُوراتٌ : أي قصرن في أماكنهن، والنساء تمدح بذلك، إذ ملازمتهن البيوت تدل على صيانتهن، كما قال قيس بن الأسلت :
وتكسل عن جاراتها فيزرنها وتغفل عن أبياتهن فتعذر
قال الحسن : لسن بطوافات في الطرق، وخيام الجنة : بيوت اللؤلؤ. وقال عمر بن الخطاب : هي در مجوف، ورواه عبد اللّه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم.
لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ : أي قبل أصحاب الجنتين، ودل عليهم ذكر الجنتين. مُتَّكِئِينَ، قال الزمخشري : نصب على الاختصاص. عَلى رَفْرَفٍ، قال ابن عباس وغيره : فضول المجلس والبسط. وقال ابن جبير : رياض الجنة من رف البيت تنعم وحسن. وقال ابن عيينة : الزرابي. وقال الحسن وابن كيسان : المرافق. وقرأ الفراء وابن قتيبة : المجالس. وعبقري، قال الحسن : بسط حسان فيها صور وغير ذلك يصنع بعبقر. وقال ابن عباس : الزرابي. وقال مجاهد : الديباج الغليظ. وقال ابن زيد : الطنافس. قال الفراء : الثخان منها. وقرأ الجمهور : عَلى رَفْرَفٍ، ووصف بالجمع لأنه اسم جنس، الواحد منها رفرفة، واسم الجنس يجوز فيه أن يفرد نعته وأن يجمع لقوله : وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ «١»، وحسن جمعه هنا مقابلته لحسان الذي هو فاصلة. وقال صاحب اللوامح، وقرأ عثمان بن عفان، ونصر بن عاصم، والجحدري، ومالك بن دينار، وابن محيصن، وزهير العرقبي وغيره : رفارف جمع لا ينصرف، خضر بسكون الضاد، وعباقري بكسر القاف وفتح الياء مشددة وعنهم أيضا : ضم الضاد وعنهم أيضا : فتح القاف. قال : فأما منع الصرف من عباقري، وهي الثياب المنسوبة إلى عبقر، وهو موضع تجلب منه الثياب على قديم الأزمان، فإن لم يكن بمجاورتها، وإلا فلا يكون يمنع التصرف من ياءي النسب وجه إلا في ضرورة الشعر. انتهى. وقال ابن خالويه : على رفارف خضر، وعباقري النبي صلى اللّه عليه وسلم والجحدري وابن محيصن. وقد روي عمن ذكرنا على رفارف خضر وعباقري بالصرف، وكذلك روي عن مالك بن دينار. وقرأ أبو محمد المروزي، وكان نحويا : على رفارف خضار، يعني : على وزن فعال.
وقال صاحب الكامل : رفارف جمع، عن ابن مصرف وابن مقسم وابن محيصن، واختاره شبل وأبو حيوة والجحدري والزعفراني، وهو الاختيار لقوله : خُضْرٍ، وعباقري بالجمع وبكسر القاف من غير تنوين، ابن مقسم وابن محيصن، وروي عنهما التنوين. وقال ابن عطية، وقرأ زهير

(١) سورة ق : ٥٠/ ١٠.


الصفحة التالية
Icon