البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٨١
بعضه ببعض، وهو فهم أعجمي. وقرأ أبي وعبد اللّه : وحورا عينا بنصبهما، قالوا : على معنى ويعطون هذا كله وحورا عينا. وقرأ قتادة : وحور عين بالرفع مضافا إلى عين وابن مقسم : بالنصب مضافا إلى عين وعكرمة : وحوراء عيناء على التوحيد اسم جنس، وبفتح الهمزة فيهما فاحتمل أن يكون مجرورا عطفا على المجرور السابق واحتمل أن يكون منصوبا كقراءة أبي وعبد اللّه : وحورا عينا. ووصف اللؤلؤ بالمكنون، لأنه أصفى وأبعد من التغير. وفي الحديث :«صفاؤهنّ كصفاء الدر الذي لا تمسه الأيدي».
وقال تعالى :
كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ «١»، وقال الشاعر، يصف امرأة بالصون وعدم الابتذال، فشبهها بالدرة المكنونة في صدفتها فقال :
قامت ترا أي بين سجفي كلة كالشمس يوم طلوعها بالأسعد
أو درّة صدفية غواصها بهج متى يرها يهل ويسجد
جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ :
روي أن المنازل والقسم في الجنة على قدر الأعمال، ونفس دخول الجنة برحمة اللّه تعالى وفضله لا بعمل عامل
، وفيه
النص الصحيح الصريح : لا يدخل أحد الجنة بعمله، قالوا : ولا أنت يا رسول اللّه، قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني بفضل منه ورحمة».
لَغْواً : سقط القول وفحشه، وَلا تَأْثِيماً : ما يؤثم أحدا : والظاهر أن إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً استثناء منقطع، لأنه لم يندرج في اللغو ولا التأثيم، ويبعد قول من قال استثناء متصل. وسلاما، قال الزجاج : هو مصدر نصبه قِيلًا، أي يقول بعضهم لبعض سَلاماً سَلاماً. وقيل : نصب بفعل محذوف، وهو معمول قيلا، أي قيلا اسلموا سلاما. وقيل : سَلاماً بدل من قِيلًا. وقيل : نعت لقيلا بالمصدر، كأنه قيل : إلا قيلا سالما من هذه العيوب. فِي سِدْرٍ : في الجنة شجر على خلقة، له ثمر كقلال هجر طيب الطعم والريح. مَخْضُودٍ : عار من الشوك. وقال مجاهد : المخضود : الموقر الذي تثني أغصانه كثرة حمله، من خضد الغصن إذا أثناه. وقرأ الجمهور : وَطَلْحٍ بالحاء
وعليّ وجعفر بن محمد وعبد اللّه : بالعين، قرأها على المنبر.
وقال عليّ وابن عباس وعطاء ومجاهد : الطلح : الموز.
وقال الحسن : ليس بالموز، ولكنه شجر ظله بارد رطب. وقيل :
شجر أم غيلان، وله نوّار كثير طيب الرائحة. وقال السدّي : شجر يشبه طلح الدنيا، ولكن له ثمر أحلى من العسل. والمنضود : الذي نضد من أسفله إلى أعلاه، فليست له ساق