البحر المحيط، ج ٣، ص : ٥٢
فسقطت مائة للناقل. انتهى. وقال أبو حمزة الثمالي : القنطار بلسان إفريقية والأندلس :
ثمانية آلاف مثقال وهذا يكون في الزمان الأول.
وأما الآن فهو عندنا : مائة رطل، والرطل عندنا، ستة عشر أوقية. وقال أبو بصرة، وأبو عبيدة : ملء مسك ثور ذهبا. قال ابن سيده : وكذا هو بالسريانية. وقال ابن الكلبي :
وكذا هو بلغة الروم. وقال الربيع بن أنس : المال الكثير بعضه على بعض. وقال ابن كيسان : المال العظيم. وقال أبو عبيدة : القنطار عند العرب وزن لا يحد، وقال الحكم :
القنطار ما بين السماء والأرض من مال. وقال ابن عطية : القنطار معيار يوزن به، كما أن الرطل معيار.
ويقال : لما بلغ ذلك الوزن قنطارا. أي يعدل القنطار، وأصح الأقوال الأول، والقنطار يختلف باختلاف البلاد في قدر الأوقية. انتهى.
والمقنطرة : مفعللة، أو مفيعلة من القنطار. ومعناه المجتمعة، كما يقول : الألوف المؤلفة، والبدرة المبدرة. اشتقوا منها وصفا للتوكيد. وقيل : المقنطرة المضعفة، قاله قتادة والطبري.
وقيل : المقنطرة تسعة قناطير، لأنه جمع جمع، قاله النقاش. وهذا غير صحيح.
وقال ابن كيسان : لا تكون المقنطرة أقل من تسعة. وقال الفراء : لا تكون أكثر من تسعة، وهذا كله تحكم. وقال السدي : المقنطرة المضروبة دنانير، أو دراهم. وقال الربيع والضحاك المنضد : الذي بعضه فوق بعض، وقيل : المخزونة المدخورة. وقال يمان :
المدفونة المكنوزة. وقيل : الحاضرة العتيدة، قاله ابن عطية.
وقال مروان بن الحكم، ما المال إلّا ما حازته العيان مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ تبيين للقناطير، وهو في موضع الحال منها، أي كائنا من الذهب وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ أي :
الراعية في المروج، سامت سرحت وأخذت سومها من الرعي : أي غاية جهدها، ولم تقصر على حال دون حال، فيكون قد عدي الفعل بالتضعيف، كما عدي بالهمزة في قولهم : أسمتها، قاله ابن عباس، وابن جبير، والحسن، وعبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبزى، ومجاهد، والربيع. وروي عن مجاهد : أنها المطهمة الحسان. وقال السدي : هي الرائقة من سيما الحسن. وقال عكرمة : سومها الحسن، واختاره النحاس.
من قولهم : رجل وسيم، ولا يكون ذلك لاختلاف المادتين، إلّا إن ادعى القلب.


الصفحة التالية
Icon